... تماوجت فوق الخشبة وهي عارية تحت الأضواء .. امتدت الأعناق ، اهتزت الكراسي ، تعالى الصراخ .. يرتطم الصدى بالجدران ، يتلوى في الآذان .. تقاسموا النشوة ، صفقوا للمشهد بحرارة .. ما عادوا يملكون أجسامهم ، ما عادوا يسيطرون على عقولهم .. تناسلت الهتافات من الحلوق ، الكبار ينقرون الكراسي ، الصغار يعـضون على ملابسهم بأسنانهم .. ذئاب بشرية مندسة بين الأجسام ، تراقب المشهد ، تتذوق اللذة من بعيد ، تستجمع لعابها بألسنتها في خفاء .. ... نزلت من المنصة وهي تغني ، تطوف عليهم وهي تتلوى ، تتنقل بين الصفوف . الأيادي تتمدد ، تنحني عليها ، تلامس رؤوس الأصابع .. تتلاعب بخيط مكبر الصوت ، تبتسم .. تعثرت ، سقطت ، فأغمي عليها ... وقف الزمن ، انطفأت الأنوار ، عم الصمت كل أرجاء القاعة . انسلت فوضى من تحت الظلام ، يبسوا في مكانهم .. وقفوا ، صرخوا وصاحوا .. استأنف الزمن سيره ، عادت الأنوار تلامس رؤوس الخلائق من جديد ، وزعوا أعينهم ، تبادلوا النظرات .. بحثوا عن الطريدة فلم يجدوها ...