بعد الغروب
تأوي العنادل للشجر
وتودع الشمس الدروبْ
والليل يحتضنُ القمرْ
يجتاحني حزنٌ شفيفْ
ما أجمل الحزن الشفيف إذا حضرْ
ويزور طيفكِ خاطري
يمحو من النفس الكدرْ
نشدو معاً لحن الهوى
لا خوف نعرف أو حذرْ
أشكو له ألمَ النوى
يا طيفُ إني في الهوى
مثل الغريق ببركةٍ
فارفقْ بصبٍ قد ذوى
فيجيبني:
دعْ عنكَ ذا ..
فالوقتُ لمحٌ بالبصرْ
ونعود للنجوى كأن الليل حلمٌ قد خطرْ
ويكاد يسفرُ فجرهُ
والطيف آذن بالسفرْ
فأشُدّهُ شدّاً إليْ
كي لا يضيع عن النظرْ
لكنَّ كفي لم تكنْ
إلا كماسكةِ الهوا
فانثال مني وانحسرْ
يا أيها الطيف الذي
ما كان يوماً قد نفرْ
كنتَ الأنيس لوحدتي
فلم التجافي كلما
لاح الصباحُ أو انفجرْ