قصيدة حين التقينا (+ إلقائي لها) هذا هو إلقائي للقصيدة مُتجمّدٌ.. هي لحظةٌ، قبلَ ارتجافِ دفوفِ قلبي بالنغمْ متهيبٌ، تتخاطفُ الأحلامُ رُوحي حائما حولَ القِمَمْ وعلى رُبى عينيكِ يمرحُ زهرُ أشواقي، ألملمُهُ، وَلَمْ..! تسمو فراشاتُ المشاعرِ، تَنشرُ الخَفَقاتِ في ضوءِ الحُلُمْ تتشربُ الرشفاتِ من سحرٍ رقيقٍ في مُحَيَّاكِ ابتسمْ حينَ انتزعتُ حروفَ لَحنِكِ من شراييني وأطلقتُ النداءْ وتفتّحَتْ لي مُقلتاكِ على حياءٍ صاغَ آفاقَ النقاءْ هامَ الخيالُ يبعثرُ الألحانَ في رُوحي ويبتكرُ الغناءْ هي لحظةٌ، ما عدتُ فيها أُمسِكُ النبضاتِ أن ترقى السماءْ تتلاحقُ الأنفاسُ في صدري مُحمّلةً بآهاتِ الرجاءْ تتقاذفُ الأطيافُ عقلي، ذاهلا، متذوقا خمرَ اللقاءْ أحقيقةٌ أرنو إليكِ، وليس يفصلُنا سوى نورِ الخجلْ؟ أتلقفُ الأنفاسَ من رئتيكِ، يُلهب خَفقُها العَذْبُ الوَجَلْ والشهدُ من شَفتيكِ في سُؤْلِ جرى، فأكادُ أرتشفُ الجُمَـلْ: "قُلْ ما بدا لكَ.. ما دهاكَ الآنَ تصمتُ؟.. قُلْ فإنّي في عَجَلْ" وأودُّ، لكنْ تَهرُبُ الكلماتُ منّي، واللسانُ كما الجَبَلَ! أنسيتُ كيفَ أجيبُ؟.. ضاعَ كلُّ ما أعددتُ، وانْعدمَ البَدَلْ؟ وغرِقتُ في دوّامةٍ تمتصُّني لعوالمِ الوجدِ الجَلَلْ؟ تجتاحُ عيناكِ المَدَى، والصمتُ ثرثرةٌ، صَدَى ما بي اعتملْ هي لحظةٌ.. تتشكّلُ الدنيا بجوفي ليسَ يعدِلُها مَثَـلْ هذا أنا حقلُ المُنى، وجمالُكِ المنسابُ بي نَبْعُ الغَزَلْ والحُبُّ ساقيتي، وقربُكِ كازدهارِ النورِ في غصنِ الأمَلْ والصمتُ عُشُّ عُيونِنا، والقلبُ يَهدلُ مُرسلا أحلى القُبَلْ والعقلُ يسألُ حائرا: حُلمٌ هو الحلمُ البديعُ أم اكتملْ؟ متجمدٌ: هي لحظةٌ.. وتكررينَ القولَ أنْ: "ماذا تريدْ"؟ وأفيقُ كي تجتاحَ عيناكِ النُّهَى، فأعودَ أغرَقُ من جديدْ تتلعثمُ النبضاتُ في قلبي وتنكسرُ الحروفُ على النشيدْ "هل تقبلينَ هديّـتي؟".. لم أدرِ هل قد قلتُها وأنا أَميدْ أم أنَّ وجدي شَفَّنِي فَشَففتُ عن أعماقِ وجداني البعيدْ (هل تقبلي هل تقبلينَ هديتي دِي دِيَّتي) وَصدَىً شريدْ تتكثّفُ الأحلامُ في ذاتي وتمتزجُ الرُؤَى ويُقامُ عيدْ "نعمْ".. لو قلتِها!.. يا فرحَ قلبي وانطلاقي في سَما الكونِ السعيدْ تتطايرُ البهجاتُ منِّي، تصبحُ اللحظاتُ كالعمرِ المديدْ أتملّكُ الدنيا لأني قربَ فاتنةٍ لها حسنٌ فريدْ قَسَماتُها سحرٌ، ونظرةُ عينِها ليلٌ حَوَى فجرا وليدْ ولروحِها مَرَحُ النسيمِ وخفقةُ الأزهارِ فيه، ولا أزيدْ كم ألفِ بيتٍ ترقصُ الكلماتُ فيه أرادها، فهوى شهيدْ متفائلٌ، مترنمٌ، والقلبُ خفّاقُ الجوانحِ في انتظارْ أتخطّفُ النظراتِ من عينيكِ: هل تجري ينابيعُ النهارْ؟ هل يُزهرُ الردُّ الذي يُؤوي ارتعاشَ القلبِ في دِفءِ المدارْ متسائلٌ.. هي لحظةٌ، ويفاجئُ الأوهامَ أن الجُرفَ هَارْ وغَشاوةُ الحُلمِ انجلتْ، ورأيتُ أشباحَ الأماني في فرارْ وحملتُ جثمانَ الثواني كالجبالِ، وسرتُ في زمنِ انهيارْ وأكذّبُ الأذنينِ: قالتْ لا؟.. أقامتْ بينَ قلبينا الجدارْ؟ دهستْ براعمَ أمنياتٍ شقَّتِ اللحظاتِ لَهْـفَى لازدهارْ؟ وأكذبُ اللحظاتِ: لا.. ليسَ الذي أحسوه أشواكا ونارْ ليس الذي صارَ الرمادَ نشيدُ قلبٍ كانَ دُرِّيَّ المنارْ ليسَ الذي... ليسَ الذي... كلَّ الصروحِ أناخَها شَرْخُ الدمارْ أدِّي طقوسَكِ حولَ عيني يا خفافيشَ التردِّي والألَمْ دُوري متاهاتِ ارتياعي واهنئي بالليلِ في أرضِ العَدَمْ هي ذي أميرةُ أمنياتي تأمرُ الجلادَ يأتي بالحُِمَمْ رفضَتْ تراتيلي، فزارَ الحزنُ قلبي مُؤلِما ثمَّ التحمْ رفضَتْ برفقٍ، لستُ أشكو ظلَمها، لكنْ يُمزّقُني النَّدَمْ لو كنتُ عِشتُ مع الأماني كاتما شوقي وأخفيتُ النغمْ ودفنتُ جثمانَ الحقيقةِ في ثَرَى التّهيامِ في دنيا الحُلُمْ تتضرعُ الأشواقُ أن أدنو لأنهلَ مِن شذا العينينِ ثمّْ... تعدو مخايلُ حبِّها في ظاهري، فأظلُّ أُلجمُها ولمْ... لو كنتُ خِفتُ على رُبَى الأحلامِ ـ مَسرَى الرُّوحِ ـ يبلعُها العَدمْ ما كنتِ زلزلتِ المنى في لحظةٍ بالرفضِ كي تهوي القدمْ لو ذابَ قلبُكِ مثلَ قلبي، ذائقا لذْعَ الأماني واحترقْ لو تعرفينَ عذابَ حُلمٍ طافَ ساقيةَ الثواني والأَرَقْ لو عشتِ في ليلِ الفراقِ تُمزّقينَ الرُّوحَ آلافَ المِزَقْ ما كانَ طاوعَكِ الهَوَى أن تكسري المجدافَ في بحرِ الغَرَقْ أن تُحرقي ريشاتِ طيرٍ هامَ ينسجُ من مُحيَّاكِ الأُفُقْ ما كنتِ أخرستِ الأناشيدَ التي تَنثالُ من قلبٍ خَفَقْ ووقفتُ مذهولا وريحُ اليأسِ تُعمي بالغماماتِ الشَّفَقْ وعلى مُحيايَ ارتمتْ بسماتُ بؤسٍ كالحاتٌ كالخِرَقْ! إن الذي يبقى من الإنسانِ بعدَ الحُلْمِ صرحٌ من ورقْ هيَ لحظةٌ في موتِنا، وتمزّقينَ الوقتَ حتى نفترقْ والعينُ تستجدي خُطاكِ، فتَبعُدينَ وتبعدينَ وأحترقْ وأظلُّ مأسورَ المكانِ كأنني في أرضِ يأسي مُلتصقْ متفجرٌ وألملمُ الآلامَ في صمتي وحزني قد نطقْ فإذا مضيتُ، أخبّئُ الدمعاتِ في عيني فتنتحبُ الطُّرُقْ تتبخّرُ الخُطواتُ في نارِ انتحاري، ثم يبلعُني الأُفُقْ يا ويلَ من ربطَ الأماني كلَّها في رمشِ فاتنةٍ عَشِقْ! محمد حمدي غانم، يناير 1997 من ديوان دلال الورد.. للتحميل: https://mhmdhmdy.blogspot.com/2013/04/**********_25.html
تحميل ديوان دلال الورد مدونتي الأدبية والفكرية قناتي على يوتيوب (تحتوي على أشعاري الملقاة صوتيا)