كنت أمشي مرتديا عباءة القول
-أنك مررت من هنا يوما-
كنت أسوي قبلات الريح كأن ترقن دمعة
قد تشرف على صفد الخيول...
كانت الساعة تقضم نسيج العشبة المجرورة على أعقاب الليل النحيف
...كنت تمشي إذن..
متثائبا يستجير الكورس لحظة الرمل أن...
..تسع غرابا شفيف السواد
و أن تصهر في حوصلته حرائق الدم الغاز
.... ....
...من عباب البحر تيقظ الخذروف أشكال حرف
تنزوي كالشالات في عنق الغراب
..إلى البحر تنزع أزرار القميص...
لسان الغراب يفرغ سوأة المتاعين في غيبات العبور
هذا كتاب تنسرب من حامله نفخة
تخيط سوائل الموجات غريبين أسلما الروح
وسع فراتات الضوء... إذ كنا نمشي معا
هل كنت وحدي ...
الكورس كان مشدود الحناجر
يلتقط التحايا...
تصاوير تقمصت بياضها أصابع المغادرين
الراقصات تناوبن على سهل الوسائد مبكى
و كان دفق الجدار راويا مقضيا
(ليت قطر الوردة ما أتسع لرئتينا
ليت الأب ما كان واحدا)
الفراغ دوائر نصف مغلقة تلعب في حواس الساعة
يئيض الآن طور التماثيل الباردة
هذي.. كؤوس.. تعج بلفح الشفاه
تعكس التحام وجهينا بمجازات النمل
غبار جرس قديم يستنفذ سطح عربة غصت بالعجائز
و أطياف الأصابع الحالمة خجلا..
الراعي تستمسك الخراف بما يبسمل ...
كان يدلي بأسباب الفضيلة
... مذ كنا نمشي معا...
نعصر أطراف النمل
يخطرنا التماع لم نمسس مجراه:
كوثر اللؤلؤ ما تشربان
وردة الشاطئ تفتح حزنها على القارعة
من يبطل إعياء الخوض في سوأة المتاعين
وقد كنأ نمشي معا
نشحذ برتقالة المجهول
نكعب الماء بيوتا آمنة
لكنه الغراب يفشي همهمات السوء على مرمى الجسد
يستأنف دفق الجدار و العطايا...
يسترد الراوي الجرس من البعيد
يقطر ألقه في فم الغراب
حمى الصقيع عطبت لسان الغراب هنيهة
الصقيع ينثال من ضغط الكفين على حدي العنق
و أنفاس الساعة لا تزال ترزح تحت أقدام المكهوفين بعري الصباح
و يجيئني الصوت على تعب:. ..
ولدي...
اقفل جيدا صدر الجبل كي لا تصدق رؤياي
يستفحل دم القميص سجالا على اللؤلؤتين
قلت.. أبتي
أوثق بطنك خمسا وثلاثين موجة
صلي متيمما نبض الحصى
تلك كواكب ساعيات إلى بطون المراكب
انه الحرف في ثناياه الأولى
تسلمت دوني عهدته
كذا كنا نمشي معا
خارجا كنت عن رحم الضوء مبتور الأقباس
وأراه يسترعي إطباق الليل على خطاي
و كأسرار الصمت
تزأر دفقات الروح هناك معنية بالقيام
تنفرج شقوق الجدار شائكة المعنى :
هذا ما كان قبل القيام!
الآن قفني ...
الجوع يطبع ما شاء على أبواب المدينة
مذ خرجنا للبحر أمتهن الحوت منا صخب العويل
قال أخي .
هذه ثمرة لو فككت تربتها
كأنك تستند إلى نذر اللغات
قلت: قلموا شعر جواده
أو اقتلوه
و أنت أبي.
قم في المرآة بشيرا كي تراني
أصفف متاع البحر الوجيز
أفتش مدثرا راحة الليل عن قماشة تليق بما لممت من شعر أخي
قم كي أراك في أخاديد قهوتي
تضحك باتجاه بحر أبتهل محياه
و أنت الأب
يحين أن تذرف دمعة..
قد لا تشرف على صفد الخيول