عالَمُ الأضْواء فيضٌ مِن النّورِ المُغرِّدِ يَغْمُرُ الدّنيا بَهاءً، نَبْعُه أنتِ قلبٌ من الحُبِّ الرّبيعيِّ المُكلّلِ بالزّهورِ، وزَهْرُه أنتِ سيْرٌ على حَدِّ اللقاءِ والافْتراقِ، ونَجْمُه وسماؤهُ أنتِ كونٌ من الآمالِ والآفاقِ بينَ جَوانِحي، وزمانُهُ أنتِ ترنيمة ٌدُرّيّةُ الخَفَقاتِ تَخْـلُبُ خافِقي، ونَشيدُها أنتِ تعويذة ٌللسّحْرِ تفتحُ بابَ كَنْزٍ، كنزُه وحُروفُها أنتِ مِن أيِّ شيءٍ صاغكِ الرّحمنُ ـ غيرِ الحُسْنِ ـ حتّى تُصْبحي أنتِ؟ مِن أيِّ كأسِ تُهْرقينَ الشّعْرَ في رُوحي، لأمْضي بالهَوَى أُغنّي؟ في أيِّ شَهْدٍ تَغْمسينَ حلاوةَ الأيّامِ، منذُ جَرعْتُها أُغنّي؟ كيف استفاضَ السّحرُ في عينيكِ شلالا جَموحًا آمرًا: أُغنّي؟ في أيِّ يومٍ ضاحكٍ حَطّمْتِ قوقعتي، لأَخْرجَ طائرًا أُغنّي؟ وبأيَّ حقٍّ غِبْتِ في الأشياءِ عن عيني، وإنّي دائمًا أُغنّي؟ وإلى متى سيَظلُّ يقتلُني اشتياقٌ حارقٌ، لكنّني أُغنّي؟ هل هذه نجواك تحْضِنُ مهجتي وتطيرُ بي؟.. أم أنّني أُغنّي؟ رُوحي فضاءٌ عامرُ الجَنَباتِ بالأقمارِ، أصْـلُ ضيائها عيناكْ وَطنٌ مِنَ الحُسنِ المُجنَّحِ بالطّيوبِ البِكرِ، يَغْشى مُهْجتي: عيناكْ عمْرٌ له أبديّةُ الذّوبانِ في المجهولِ، لحظةُ بِدْئهِ عيناكْ تلٌّ من الضَّحَكاتِ، تنْقُرُ حَـبَّهُ الأحْلامُ، تلمعُ فوقَهُ عيناكْ وادٍ مِن الجنِّ المَريدِ أَرُودُهُ، سَحَرَ الفؤادَ، أميرُهُ عيناكْ لا تعْجبي لو تاه قلبي في دُروبِكِ صامتًا، ودُروبُهُ عيناكْ فالشّعرُ حُسْنُكِ، والغناءُ تنهُّداتُكِ، والفؤادُ ونبْضُهُ عيناكْ محمد حمدي غانم، 12/6/1999
تحميل ديوان دلال الورد مدونتي الأدبية والفكرية قناتي على يوتيوب (تحتوي على أشعاري الملقاة صوتيا)