مرت بي تجربتان في حب جارتين ، واحدة طلبت
يدها ولم يشأ القدر ، وأخرى كان يستحيل أن أفعل.
وهي ملهمتي في هذه القصيدة .
-1-
أنحني يا حبيبتي في خشوع = لجمال من خالقي مشفوع
وأراك التي سقت روح ذاتي = بيقين في ما أرى مجموع
قد تجلى سر الوجود بعينيـ = ـك وكم ضاء عند كل طلوع
ويدي للقطاف مشتاقة و الـ = موج يدعو الى جميل خضوع
و بصدر الأحلام أبصر نهدا = ماردا لا يقر بالممنوع
بل يريد الحرية الآن لا في = غده من بعد انطفاء الشموع
فدعيني أهوى حدائق ما أهـ = وى ، واني بذاك جد قنوع
واتركيني يا جارتي عاشقا ليـ = س بصاح من آهة و دموع
وانتظاري متى تلوحين خمري = ولذيذ الأحلام في الأسبوع
-2-
فيك أبصرت ما طفا من عذابي = وجميل الحياة قبل الذهاب
ولك الحسن قد زها في جلال = وصحا الحب ينتشي باقتراب
لم أجد ما أحسست فيك لذيذا= أو تمتعت قبله بشراب
وجميع النساء لا شيء ان أشـ = رقت حبا أو ألف ألف شهاب
وظلال الجمال فيك رياضي = وبقايا التذكار حلو رضابي
فقليلا مما ملكت جميلا = هو في جعبتي كثير اكتسابي
واعلمي أنك التي لست أنسى = و الكلام الحلو الذي في خطابي
والهوى عاصفا بكل صباح = و مساء و الحلو من أعنابي
فسلام يا جارة هي روحي = هي حلمي و خمرتي و صوابي
-3-
كنت يوما صغيرة في شتاء = كنبات يسقى بحلم وماء
وأتاك الربيع يبدي جمالا = أنت فبه الشموس وسط السماء
ورأيت الجميع أعجابه غيـ = ث وأنت الترديد في الأسماء
وأنا سابق و لا من مثيل = وأنا عاشق بغير انتهاء
قد تأملت فيك ما كان لغزا = و جهلت التفسير طول بقائي
ورميت الحرمان ذاك ببوح = وبقرب و قطف بعض العطاء
وتسجلت فيك حرفا سيبقى = ليس يمحى بظلمة أو ضياء
وتحديت أن يكون محب = مخلصا مثلما أنا في الوفاء
فسلام عليك يا جارة فا= قت بما أحدثت جميع النساء
-4-
أنت ما في الحياة من أحلام = و أماني معذب و مرام
فاذا لاح نور وجهك بدرا = كنت من أسعد الورى و الأنام
ورأيت الجمال يضحك حلما = وبدا الثغر آخذا بابتسام
وسقتني بالحب عينان من سحـ = رهما أنني أسيرالهيام
ونما في رعايتي نهد أعجا = ب وصار الأخاذ يذكي غرامي
وغدي ما غدي اذا أنت أخفيـ = ت ضيائي وسرت وسط ظلامي؟
وغدوت السهى بغير ظهور = أسأبقى أم سوف يأتي ختامي؟
لست أدري و الله يعلم سري = و مجاهيل خطوة الأقدام
فسلام عليك يا جارة كا = نت هوائي و نومتي و طعامي
-5-
من تكون التي أضاءت حياتي = و غدت في الأكوان أحلى البنات
سأجيب الذي يريد سؤالا : = ما اسمها ؟ . ما علاقتي بالحياة؟
و تبوح الزهور: واحدة منـ = ـنا ولكن فاقت جميع النبات
و تغني فوق الغصون طيور : = بلبل تلك روعة لا بذات
و تضيءالنجوم : شمس أخدنا = من سناها الظهور في الظلمات
وتصيح النساء : لا مثلها كنـ = ـن ولكن تفوق كل فتاة
و يزيح الستار شاعرها العا = شق : في جملة من الآهات :
تلك من عذبت محبا وأخفت = روحه عندها بغير ممات
وغدت في الوجود تحيا بروحيـ = ـن ، و هل من يعيش دون أداة ؟
-6-
غازلت شعرها سنابل صحو = ومضى نهدها يغامر نحوي
و بكى الورد من نضارة وجه = وجميل من رقة القول حلو
و حكى ياسمينها عن اهاب = ومضى عن تلك المفاتن يروي
وسقى ثغرها من اللذائذ ذوب = فسكرنا بالخمر من قبل شدو
وسبتنا في روعة نظرات = ومضى القلب نحو بحر يهوي
وسهام العيون أخطر موج = وفتى الحب ماله من صحو
و بما لا يؤذي و يؤذي رمت عيـ =ناها فتى فهو ساقط من علو
و حديث : سبحان من خلق الأنـ = ثى فكل يمضي اليها و يأوي
وبدون الأنثى حياتك منفى = ما بها من جد و لا من لهو
-7-
ان أقسى الاحساس حبك جاره = وهو أقوى صعوبة و اثاره
كل حين تبدو أمامك شمسا = و ملاكا وأنت رهن الاشاره
لا ترى راحة ولا ماء صحو = كل حين مباهج واناره
وانتظار لا ينتهي وارتقاب : = أينها ، أينها الفتاة الجاره؟
ومتى بابها يصافح بدرا = وترى عالم الهوى و النضاره؟
ومنى القول – أحبك – ان بحـ = ـت بها أو سمعت تلك العباره
ودنا منك حسنها فألهب قلبا = وعلت منه هائما كم شراره
ورأيت الدنيا ضحى جارة لا= مثلها عرش حاكم واماره
فسلام على التي ملكت قلـ = بي ، و كانت بما لها أماره
-8-
أنت من شاء خافق وأرادا = و مضى في المسار يخشى ابتعادا
فاشعلي نارك التي أحرقتني = وكما العشب حولتني رمادا
واتركي الجسم في جراح يعاني = واحرمي ماء كل غيث فؤادا
انني اليائس الذي ليس يلقى = منك بعد الرحيل كسبا وزادا
وستكونين في ابتعاد ونأي= ونرى الليل قد تحدى وزادا
وأراك الحلم الذي كان يوما = وانكسار الحظ الذي جار و حادا
فاشهدي انني أحبك دوما = والذي من عمري مضى لن يعادا
وأنا من غنيت حبك موجا = و زماني قضيته انشادا
فسلام عليك يا جارة ما = حددت لاجتماعنا ميعادا
-9-
ناولي حبناامتدادا جميلا = وازرعيه سفرجلا ونخيلا
سوف تنمو الأحلام ، يسخو سحاب = ويعيش الصباح عمرا طويلا
رأفة لا تحاولي أن تكوني = غير ما نشتهي ولا مستحيلا
يا هواء قد هب دوما علينا = ينشر البوح و الشعور الجميلا
ناولي حبنا زهور التلاقي = وامنعي في شرع الغرام الرحيلا
هودربي وأين أنت به يا = من أراها تسقي بوصل سبيلا؟
دائما أرقب المجيء ولا أبـ = غي اذا ما غربت عنك بديلا
يا سحابا قد راح يمطر حلما = وعلينا يسخو نسيما عليلا
فسلام عليك يا جارة أشـ = فت بما نشتهي ونهوى غليلا
-10-
أنت ما أنت يا جمال البهاء = برياض الأحلام و الزيزفون
ووصولا الى وعود المساء = وقطاف الأحلى بتلك الغصون
أنت ما أنت في مروج النساء = وينابيع حبنا الميمون
طفلة تعبثين بالأشياء = أو فتاة تثير نار الفتون
شعلة كنت في رحاب السماء = وجمالا لا ينتهي في العيون
وجعلت القلوب رهن شقاء = وعذاب و فتنة و جنون
من تكونين أنت يا حسنائي ؟= وأهل ترأفين بالمفتون
ويكون الأولى بنور الوفاء = وبقطف الأعناب و الزيتون
وبيوم فيه جميل الجزاء = و بثوب الطليق لا المسجون؟
-11-
ان فحوى ما قد بدا كان حبا = وسباني عقلا و روحا و قلبا
وشربت الزلال منك عذابا = و وجدت الأحلى مع المر شربا
وصربح الفحوى بمجرى اعتراف := حبك النار تحضن عشبا
فقليلا يا جارتي من جميل = وطريقي اليك كم كان صعبا
وطويت الأشواك دون وصول = وبليلي عانيت خوفا ورعبا
فافتحي لي يوما منافذ صبر = أو الى موطن المفاتن دربا
فأنا بالذي تفتح أولى وعيني = قد رعته من يوم كان وشبا
انني من أحب عينيك حقا = و مضى يشتهيك روحا و تربا
فارحمي ذات عاشق كان أوفى = واتركي قلبه يعانق حبا
-12-
لك في ما أضاءني لا مثيل = والذي كان منك دوما جميل
و سويعاتنا التي قد مضت هل = ذات يوم تأتي و يمحى الأفول
ويعود البوح الذي صار صمتا = ونرى القلب من جديد يقول؟
ما أنا كنت يا أعز الحبيبا = ت أغني لولا هواك الظليل
و نداء من روح ذاتك يدعو = وسواقي حسن بحلو تسيل
عاجز أن أقول شعرا ، و يكفي = لك وصفا أو منه يشفى الغليل
عاجز أن أقول أكثر أو أبـ = لغ بوحا هو اليقين الدليل
فسلام عليك يا جارة قد = فتحت عرشها و كان الدخول
واحتراقي في حبها طول عمري = وخروجي من سجنها مستحيل
-17- فيفري – 2014 -
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .