غناء الربيع شعر عامر الحسيني

غناء الربيع
شعر
عامر الحسيني
رباعيات






يا من جعلتني للحروف اميرا
يامن سكبتْ علي عطورا وعطورا
ماذا اهديكِ وبيديك نبضات قلبي
وليس لي الا احساسا وشعورا
احبكِ


يا ليالي الشوقِ في النسمِ العليلْ
ياغراما فاح في حرفي اصيلْ
ان تشأ قتلي فأني في البعادْ
كلَّ يومٍ كل حينِ كالقتيلْ


ياغراما ضجَّ في قلبي حنينا
وابتغى وصلاً وحُباً لايلينا
صرتَ تسري في عروقي في الدماءْ
صرت روحا في كياني لستَ طينا


بتلات الزهر تشدو ياسمين
وشجيراتُ الهوى غنتْ حنين
في ربوعٍ خضرَ من تلكَ المروجْ
فاحَ اسمٌ عابقٌ في كِّل حينْ


اسمُكِ الشفافُ يسري في الهواءْ
يا اريجَ الزهر يا نسمَ الوفاءْ
اسمعُ الأصداء في كلِّ مكان
مثل لحنٍ خافتٍ يسري نداء


زقزقَ العصفورُ في الغصنِ وغنُى
كان مشتاقا يناديكِ وثنّى
يحملُ الأشواق من قلبي اليكِ
ذاكَ عصفوري صباحاً جاء منا


هل افقتِ اليومَ من نومٍ عميقْ ..؟
ام شكوتِ السُهدَ مثلي في حريق
واشتياقٍ فاق حدَّ الأشتياقْ
ليتني كنتُ لعينيكِ رفيقْ

ليتني كنتُ كخالٍ فوق صدركْ
كلَّما اشتقتُ شممتُ العطرَ عطركْ
وقتها اغدو كطفلٍ في الجنانْ
لا يُؤذّيني فراقٌ بين زهركْ


بين احساسٍ ودقاتِ الفؤادْ
لا يؤذيني فراقٌ وأبتعادْ
أقرأُ الأشعارَ في مدحِ الجمال
وانامُ الليل لا أشكو الُسهادْ


يا اماني العمرِ يا لحنَ الأغاني
يا نسيما هبَّ من عطرِ الجنانِ
امنياتي فيكِ دوماً في التقاءْ
لاتغيبي عن عيوني عن أذاني


أنتِ شدوي أنتِ شعري انتِ همسي
فيكِ فكري كلَّ يومي كلَّ امسي
وخيالي لا يدانيهِ خيالٌ
يومَ صارت بالهوى نفسٌ كنفسي


هل تريني في الهوى اشدو هواكِ
مثلَ طيرٍ حطَّ حيناً كي يراكِ
ينثرُ الأشعار أطواقَ ورودٍ
ينشرُ الأفراحَ دوما في رُباكِ


في غناءٍ جاء والمزناتُ تمطرْ
مثل غيثي حينَ اهوى حينَ اشعرْ
ارتوي منكِ حناناً في لقاء
ثمَّ اسقيكِ شعوري وقتَ اسكرْ


تمطر الدنيا فيوضا من حناني
وقتها تدعوكِ عشقاً يا اماني
مثل نيسان يغني للربيع
جاء غيثي هاطلاً فيه الأغاني


غنتِ الدنيا لعينيكِ بديعا
يا جمالا جاء للدنيا ربيعا
يحملُ الأطيابَ والأنسامَ زهرا
ينثرُ الأحساسَ للحبِّ مطيعا


وجهكِ الخلابُ يبدو في المساء
مثل بدرٍ شعَّ نورا في ضياء
حولهُ الحناء تبدو بانسياب
غطتِ العنّابَ من ذاكَ البهاء