أنا والنخلة في العاصمة
كــلانا غـريبُ الدار يــنــدبُ حــظـَّـه = وتــشــنـقــُه الأحـزانُ وهـو صَــبورُ
فـأنـتِ ابــنةُ الصـحراءِ جيئَ بها إلى = جــــوارٍ رحــيــبٍ والـــداهُ بحــورُ
ألــفــت لظى الرمضاء,يزدادُ خضرةً = شــواك إذا اشــتــدَّ الغـــداة هجـــيرُ
وأنــت ولــودٌ كم تجـــوديــن كلـَّما = تــضاعـف أيــامَ المصــيفِ حــرورُ
هــو الحــرُّ ثــم الصفوُ لا القر دائــمًا = مــناخـُـك, يغــذو أخــضريك نمـــيرُ
فــيا عمـّــتي لاعَــمَّ ساحَـك قـارسٌ = أصــم ولا أخــنــتْ علـــيكِ دهـــورُ
ولا عــبثــتْ يــومًا بخـصلاتِكِ التي = تــميـــدُ, يدٌ لـلنــائبـــات , كــفـــورُ
أحـــنُّ إلى الــواحــاتِ, أنفُكِ شـامخٌ = وقــامـتُكِ الطـــولى تــكــاد تـــغـــورُ
تدسِّـينَ في جـَوفِ الثرى قدمـيكِ هلْ = ظـــهورُهـما عنــدَ الــنخيـــلِ ســـفورُ
و تــبــديــنَ لـلعـُــشّاق أخـضرَ ساحرًا = ضــفـائـــرُه للـــنــاظــراتِ طــهــورُ
وإنــــي إلى بــنت المضارب أعتزي = ويـــعجـــبـني أنــي علـــيك غـــــيورُ
و أنــت و إنْ كــانَ اخـضــرارُكِ زاهيًا = و تــكســـوكِ ما سـاحَ الربـيعَ زهورُ
فــؤادُك مـجـــروحٌ وجـرحُكِ غائرٌ = وأوجــعُ أنــــواعِ الجــراحِ غــؤورُ
تــئنِّيــــنَ في صـَـمتٍ و تبكينَ موطنًا = وتــبتـــلعــينَ الدمــعَ وهـــو غـــزيرُ
وإنــِّي وإن لاحــتْ مظاهرُ غبطةٍ = عــليَّ و في وَجـــهي الضحوك سرورُ
فــــما ذاك إلا أنـَّــني مـتـجـَــــلـــدٌ = وإلاّ فـــما أخـــفـيــه عــنـْـكِ كــــبيرُ
محمدالضلعاوي
هذه القصيدة هدية خاصة لنخيل العراق الصابر على محنة الاحتلال الهمجي ولقومي العرب الشرفاء