مجسات منها تتحدث بطلاقة..أخبرتني عن أن النجوم ستجف قريبا في السماء وأن هناك برك ترابية كثيرة في الأفق..ستغرق فيها الشمس حتماً..!!
كانت تتحدث وأنا أرقب تلك الأبخرة من أفكارها وهي تحلق كتوابيت نوارس تقترن بالأفق سريعاً وتتكسر على القلق الرابض مني هناك..
دوائر من نظراتها مشبعة بوهم يتقلد رائحة الحنطة الكثيفة...تنحني أمام تثاؤبات مني تلوح بقدر لا بأس به من مسحوق الملل..
"لا تصدقينني..عندما تخرجين من هنا سترتطمين بحطام الهواء وهذا دلالة على ما أقول"
تركتها لأمزج كياني بجموح سيارتي و أفكاري بلونها الأسود..لماذا قادني قلقي السخيف لتلك العرافة؟...وانطلقت أنخر الأفق كدودة سريعة..ألتهم الفراغ لأشبع هروبي مما أخبرتني به..
رحت أسترق النظر للساعة وأحصي جثث اللحظات هناك...وأرقب الطريق وهو يشاغبني بطوله..يقهرني فضولي لأنظر للسماء..كأنني أريد الاطمئنان على عائلة النجوم هناك..لا شيء يوحي بالجفاف بعد..
لن يستحيل موعدي معه للقاء هلامي ..أنهيت بعثرة لحاء المسافة بأنامل السرعة لأصل البناية ... وجدته أمامي على مدخل الحلم ....مد لي غصناً أسود الرائحة بدلا عن باقة الأوركيد..!!
صفعني الحطام سريعا الذي حدثتني عنه..تعفر الزمن بتراب كثيف..وتساقطت على وجهي مزق من السماء كنت أزيحها عنه بما تبقى من يدي.. بينما أعاند أزقة من الدموع غضروفية النمو...
التفت باحثة عن قنديل أعلقه على بشرة السماء المتصدعة..وأكمل الطريق.