وجدت هذا النص اليوم مركوناً على أحد الرفوف وقد علته الغبرة
محطات الفصول
\
رحل الخريف
تدلت أغصان الورد
وتساقطت وريقاته
أمواج الظروف تتلاطم
وصوت الخيبة يخترق السكون
تنعدم الرؤية
فتتمدد الأشجار على الأرض
ضمن مدارات غريبة تنسج حولها هالات من الوجع
نخرها الدود
برحاب زمن يختزل شظايا الذكريات
\
في أعماق الشرايين ينصهر صوت الأنين
يتبخر الجليد
فيمتد فضاءً بإتساع الرؤية
يدور مع دوران الفصول
وهول الصفعات
الربيع يخفي وجهه
فنرتجف بردا في عز الصيف
ويتصبب العرق في أوج البرد
نتجرع مرارة الصبار
ونتحمل وخز الشوك
ورماد الشوق
يقيح العيون
وعلى صدر الأيام
تنوح وتتساقط العبرات
\
فوق مواكب التواريخ
ومسيرة الزمان
همهمات الشوق تغزو صباحاتي
تتمدد يدي
فتتناثر الحروف
ويعتصر السطر ألماً
على جذعه الملتاع
من جدب الأرض
أعيد رسم خطواتي
فأجدك بين أنفاس الرمل
متلاحماً بشظايا الأهات
تُهَدْهِدُ النبضات
\
في عمق الوادي الحزين
يتدحرج الصوت
تشتد العواصف
وتتبدل الأحوال
وتكثر الأخطار
الغارقة بمأساة الزمان
وفوق صفحة من بحر الضياع
يصبح الليل بلا لون
والماء مُراً
والهواء غريباً
والجسم آلة تتحرك
تغوص في غياهب الروح
أغطّي أوردتي المِجمرَة
وحنين الألم
المثخن بجنون الغربة
يسقي الحزن
كأس اللا حياة المعتق بالحشرجة
مملوءاً بوجع الكلمات
\
مع سكرة الأيام
وصعوبة الإبحار
يشدني صوت الموج
يرافقه صوت نحيب مخنوق داخلي
طارقاً أبواب المستحيل
المصلوبة على نوافذ الوهم
يمضي الوقت مهرولاً
فيتيه العمر
ليجهض حِمل الشتاء
ويحرق وجه الصيف
في أماكن ومحطات
لم يبق منها
سوى بحر من ظلمات
تنتظر مرور الشمس يوماً
لتضيء الطرقات
\
عواطف عبداللطيف
14\3\2009
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-30-2014 في 01:12 AM.