ارثي الجميع فمن منكم سيرثيني / د. لطفي الياسيني
* * *
ارثي الجميع فمن منكم سيرثيني
اوشكت اطوي حياتي مع دواويني
تسعون عاما... واحزاني تواكبني
وما وجدت سوى الكرسي يسليني
مذ عام نكبتنا..... والداء يؤلمني
صبرت والصبر من طبع الفلسطيني
هذا يهاجمني....... بالقول يشتمني
والبعض عرى ثيابي في الكوانين
ما نلت من دنيتي غير الشقاء بها
مصاب قلبي من الاحباب ياتيني
بقيت في القبو في زنزانة وانا
اصارع الموت مذ عام الثمانين
اني تحملت ما لا يستطاع.. ولم
انكس الراس.... يوما للدهاقين
حنيت راسي لربي في الصلاة على
سجادة المسجد الاقصى لتبكيني
لربما حان موتي فالملاك اتى
اراه قدام عيني ...... يناديني
اني توضات كي القاه مغتسلا
من الذنوب ومن دنس الشياطين
يا رب عجل بموتي استريح متى
في حفرة القبر عافتني دواويني
.............................. ..... ....
د. لطفي الياسيني
اودعكم / د. لطفي الياسيني
------------------------
يا مسجد الاقصى اتيت مودعا.... قبل السفر
حان الرحيل فقد يئست معيشتي.. بين البشر
تسعون عاما في اليباب انا سجين في الاسر
اشكو الى ربي عذابي.. .. من سواه استجر
رحل الذين احبهم ....... والكل غادر للحفر
وبقيت وحدي ههنا ..... بين اليهود بلا اثر
اقعيت عن درب الجهاد انا الضمير المستتر
وانا شهيد المسجد الاقصى...... قعيد بالبتر
لا عين لي ..... حتى ذراعي....... قد كسر
كرسي الاعاقة ملني ... مذ عهد عاد لا وطر
ودعت اولادي هنا في سجن خصم محتقر
ورفضت كل مساوم .. للسلم يجنح للأشر
حزمت امتعتي ورشاشي ودمعي المنهمر
وكتبت للجيل الجديد ... وصيتي بالمختصر
المسجد الاقصى امانتكم ... فقد دق الخطر
امناء هيكلهم هنا .. حاخام صهيون البقر
هم خططوا هدم المكان .. اراه عينا لا اثر
والقطر سوريا الشقيقة في حصار مبتكر
من صنع جامعة غدت بقرارها بئس النفر
قلبي على شعب العراق على حضارة من امر
سحق اليهود الادعياء ... لانهم نفس التتر
قلبي على مصر العروبة .. فالكنانة تحتضر
وبتونس الخضراء اهل ... عصف ريح لا يذر
وبارض ليبيا لنا .... نسب .. وجيل منتظر
وبارض مغربنا لنا ... تاريخ مجد منتصر
وبارض لبنان لنا ....شعب عريق كالشرر
ومن المحيط الى الخليج .. لنا قبائل من مضر
ابكي عليك عروبتي ... قد حان ميعاد السفر
اني ارى ملكا بقربي ... عند رأسي ينتظر
كي يقبض الروح التي ... كانت كظلي تنحسر
ماذا اقول وفي فمي .. ماء .. وليس كما المطر
ختموا فمي بالشمع كيما ... لا اقول وافتقر
فن التحلق في الاعالي ... مثل طير او نسر
سدوا الحدود .. واوصدوا .. دربي وصولي للنهر
كي لا ارى وطني السليب .. وارض يافا والشجر
وارى ثرى عكا الطهور ... وارض حيفا والغجر
وارى روابي قريتي ... فيها البيارق تنتشر
حكموا علي مذ الولادة ... ان اوارى في الحفر
واظل تحت الاحتلال .. اسير قيد .. معتمر
ابدي ولائي لليهود .. بدون شرط للقذر
ومنعت من جنسيتي .. وحرمت من ارضي السفر
وحرمت حج البيت ... للبيت العتيق لاعتمر
فانا هنا .. الطير الكسيح .. بلا جناح افتقر
طيري الى وطني السليب .. كمثل غيري يا بشر
فقأوا عيوني .. كي اظل بدون رؤيا بالبصر
ولذا اودعكم جميعا ... حان ميعاد السفر
فالموت اشرف لي ولا ... احيا حياة المحتقر
----------------------------------
د. لطفي الياسيني