مشروع تكنولوجي لإطلاق شبكة إنترنت خاصة بالإنسان الآلي
تركز استخدام مصطلح ما يعرف بالإنسان الآلي أو "الروبوت" في بداياته على روايات الخيال العلمي التي تحول بعضها لأفلام سينمائية ناجحة.
وبرع مؤلفو هذه الروايات بتقديم تفاصيل وأحداث جذبت القارئ والمشاهد على حد سواء، إذ اعتاد هؤلاء على إطلاقهم العنان لخيالهم من أجل تقديم قصة عن غزو فضائي أو اكتشاف مخلوقات غريبة على كوكب المريخ على سبيل المثال.
وتعود بداية انتشار تلك النوعية من الروايات إلى منتصف القرن الماضي، وذلك بالتزامن مع بداية التقدم التكنولوجي الذي أسهم وبشكل كبير بإثراء خيال المؤلفين، لتقديم روايات كانت تعد في ذلك الحين مجرد ضرب من الخيال، وبالرغم من هذا إلا أنها كانت تروق للعديد من الناس الذين كانوا يتابعونها بشغف.
ومع استمرار التقدم التكنولوجي وتقديم اختراعات شبه يومية تلامس حياة الفرد بشتى مجالاتها، اختلفت النظرة السابقة لروايات وأفلام الخيال العلمي وقل الاندهاش والانبهار الذي كان يميزها، بل إن البعض أصبح ينظر إلى هذه الأفلام وكأنها أحداث واقعية ليس من المستبعد أن تحدث بالفعل في المستقبل القريب.
ولعل الإنسان الآلي أو ما يسمى بـ(الروبوت)، يعد من أهم تقنيات المستقبل الذي يحاول العلماء تطويره للقيام بالعديد من المهام التي تخدم الجنس البشري في شتى المجالات.
وتم بالفعل إحداث الكثير من التطورات على هذه الروبوتات، وبعد أن كانت مجرد ألعاب يمكن للطفل أن يلهو بها، أصبحت تستخدم في المجال التكنولوجي والطبي والرعاية الصحية.
وفي خطوة هدفت إلى تطوير قدرات الإنسان الآلي بشكل أفضل، قامت مؤخرا ستة معاهد أبحاث كبرى في أوروبا برئاسة جامعة آيندهوفن للتكنولوجيا بتطوير ذاكرة انتقائية عبر الإنترنت، لتعمل كشبكة خاصة باستخدام تلك الروبوتات، يستطيعون من خلالها تطوير قدراتهم بأنفسهم من خلال الاطلاع على التجارب السابقة لروبوتات أخرى والاستفادة منها.
وصمم هذا المشروع الذي يسمى (RoboEarth) من أجل مساعدة هذه الروبوتات على استخدام المهام المبرمجة بهم مسبقا في ظروف مختلفة.
وعلى سبيل المثال يمكن للروبوت المبرمج على رفع عدد من الصناديق موضوعة على الأرض، أن يتعلم من خلال تجربة روبوت آخر كيفية رفع صناديق موضوعة على حزام متنقل، الأمر الذي سيوفر الوقت والجهد في إعادة برمجة الروبوت من البداية لتنفيذ هذه المهمة الجديدة.
ومن أبرز التحديات التي تواجه العلماء في القرن الحادي والعشرين، محاولة تطوير إنسان آلي قادر على إنجاز مهام مختلفة تخدم البشر.
وعلى الرغم من استطاعة الروبوتات الموجودة حاليا القيام بالكثير من المهام المبرمجة عليها باستقلالية، إلا أن هذه الاستقلالية تعاني من بعض نقاط الضعف.
فمثلا كي يتمكن الروبوت من القيام بمهمة ما، يجب أن يكون مبرمجا عليها من قبل، ولتنفيذها فإنه يعتمد على رؤيته للبيئة المتواجد فيها، الأمر الذي يعني أن المشكلة الأكبر هي أنه في حال أراد تنفيذ المهمة نفسها في مكان آخر، فإنه ينبغي عليه إعادة دراسة الأجواء المحيطة به، كي يحدد كيفية تنفيذ المهمة بنجاح؛ وهذا بسبب عدم وجود مصدر خاص للمعلومات يمكن لهذا الروبوت التعلم من خلاله.
لكن، وفي حال نجح مشروع RoboEarth فإن هذا الأمر سيتغير وسيصبح لهذه الآلات شبكة أنترنت خاصة بهم تمكنهم من الاستفادة من خبراتهم وخبرات غيرهم من الروبوتات الأخرى. الأمر الذي سيسمح للشركات المصنعة للروبوتات بجعل استخداماتها متعددة بشكل أكبر، وذات تصرف سريع للمهمة المطلوبة بشكل مناسب في المواقف المختلفة.
وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع تقديم ست نسخ تجريبية من الروبوتات يستطيع أحدها تقديم المشروبات لمرضى أحد المستشفيات، هذا بالإضافة لنظام خاص يبين مدى المعرفة التي اكتسبها كل روبوت ومدى تحسن آدائها طبقا للمعلومات التي اكتسبوها من بعضهم البعض.