قوله تعالى: { قُلْ نَعَمْ} أي نعم تبعثون. { وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ} أي صاغرون أذلاء؛ لأنهم إذا رأوا وقوع ما أنكروه فلا محالة يذلون.
وقيل : أي ستقوم القيامة وإن كرهتم، فهذا أمر واقع على رغمكم وإن أنكرتموه اليوم بزعمكم.
{ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} أي صيحة واحدة، قاله الحسن وهي النفخة الثانية. وسميت الصيحة زجرة؛ لأن مقصودها الزجر أي يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السوق.
{ فَإِذَا هُمْ} قيام.
قوله تعالى: { يَنْظُرُونَ} أي ينظر بعضهم إلى بعض.
وقيل : المعنى ينتظرون ما يفعل بهم.
وقيل : هي مثل قوله: { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا[1]}.
وقيل : أي ينظرون إلى البعث الذي أنكروه.
قوله تعالى: { وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوْمُ الدِّينِ} نادوا على أنفسهم بالويل؛ لأنهم يومئذ يعلمون ما حل بهم. وهو منصوب على أنه مصدر عند البصريين.
وزعم الفراء أن تقديره : ياويلنا، ووي بمعنى حزن.
النحاس : ولو كان كما قال لكان منفصلا وهو في المصحف متصل، ولا نعلم أحدا يكتبه إلا متصلا.
و { يَوْمُ الدِّينِ } يوم الحساب.
وقيل : يوم الجزاء.
{ هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [2]} قيل : هو من قول بعضهم لبعض؛ أي هذا اليوم الذي كذبنا به.
وقيل : هو قول الله تعالى لهم.
وقيل : من قول الملائكة؛ أي هذا يوم الحكم بين الناس فيبين المحق من المبطل.