هذه حادثة حقيقية ومنقولة على لسان شخص مرافق الملك غازي وهو المرحوم السيد / فؤاد عارف ، وهو من أهالي السليمانية والذي توفي توفي عام 2005 . في ذكريات السيد فؤاد عارف يتحدث عن بساطة العائلة المالكة.. بالأخص عن شخص الملك الراحل غازي الأول ، حيث كان يعيش عيشة بعيدة كل البعد من كونه ملكاً..منذ فترة شبابه وحتى مقتله عام 1939 ظل بسيطاً ويزاول هواياته كأي شاب.. تصوروا كان لديه إذاعة تبث من قصر الزهور كان يشترك في تقديم البرامج. يقول السيد / فؤاد عارف: في يوم من أيام صيف بغداد.. كنا أنا وجلالة الملك / غازي وحدنا في سيارته.. كنت جالساً بجواره وهو يقود السيارة.. لا حرس ولا حماية !!. فجأة وقبل وصولنا إلى بناية / أوروزدي باك الحالية في شارع الرشيد .. توقف.. وقال : ــ كاكه فؤاد.. روح أسأل صاحب الشركة عن سعر تلك السيارة المعروضة . فعلاً كانت هنالك سيارة في ـ الجامخانة ـ حمراء سبورت.. من دون سقف ـ سيارة شبابية ـ !!. يقول السيد / فؤاد عارف : ترجلت من السيارة وظل الملك وحده في سيارته ينتظرني !!! .. استقبلني صاحب الشركة أو وكيل الشركة.. قدمت نفسي قال : أعرفك أستاذ..لماذا لا يتفضل جلالة الملك ويتناول شيء ؟؟؟. شكرته وجرى بيننا التالي : ــ كم سعر هذه السيارة..؟؟. سعرها 1550 دينار.. ولكن لجلالة الملك أقل ـ بكم دينار .بحدود عشرة أو عشرين !!ـ . شكرته وعدت الى جلالته وأخبرته بالموضوع... صمت قليلاً وقال : ــ كاكه فؤاد شكَد عندك فلوس؟؟. مولانا ما أملك غير 150 دينار جمعته من رواتبي لسنوات !!. ــ عجيبة.. مادكَولي وين تودي المعاش.. أشو تأكل وتشرب بالقصر ؟؟. مولانا.. عندي غرفة بالفندق.. مرات خميس وجمعة أنزل للمدينة وبعدين يصير عندي خطار!!. عدنا إلى البيت ، جمع الجميع (الوالدة والخالات والعمات).. جمعوا له 350 دينار.. زائداً تحويشتي أصبح لدينا خمسمائة دينار.. بعد نحتاج إلى ألف دينار !!!. ظل الملك حائراً كيف سيرتب البقية و يشتري السيارة؟؟؟. في الحقيقة تعجبت وحينه طرحت عليه أن يطلب المبلغ من وزير المالية وأنتهى ألأمر!!. حينها طلب مني أن أتصل بوزير المالية ويأتي لمقابلة الملك مساءً وفي قصره!!. في المساء حضر الوزير بالملابس الرسمية.. جلس وتناول شيء.. ثم نظر إليّ الملك بنظرة إفتهمت يريد أن أفتح الموضوع مع الوزير.. حينها دار بيني وبين الوزير مايلي: ــ معالي الوزير .. لقد طلبكم مولانا لأمر ما. ــ وأنا في خدمة مولانا . أخذت أحكي له كل القصة.. من الطاق طاق إلى سلام عليكم !!. سكت الوزير برهة وقال : ــ وفق أي قانون أصرف المبلغ..؟؟ قانوناً ما يجوز..لكون مولانا يملك سيارتان ، واحدة رسمية والأخرى شخصية ..إلا إذا أراد مولانا أن نخرج عن القانون .. حينها كل الخزينة تحت تصرفه.. ولكن مولانا علمنا على الالتزام بالقوانين .. وهو أبو القانون !!!. كلام الوزير كانت كالقنبلة .. صمت رهيب .. الجميع لم يتوقعوا هكذا كلام .. بعد فترة نطق الملك: يشهد الله أكثر من خمس دقائق يعتذر من الوزير .. وأوصله الى باب الغرفة !!!. بعدها عاتبني بشدة وقال : ـ كل الصوج منك يا كاكه فؤاد .. الوزير على حق !!!!!. انتهت القصة .. بعد أسبوع كنا سوياً وإذا بنفس السيارة يقودها أحد أثرياء مدينة السليمانية والمدعو / عبد الله لطفي .. أسرع الملك وطلب مني أن أسأله بكم أشتراها ؟؟. سبقناه وأشرت له توقف وترجل وجاء وسلم على الملك .. سألته عن السعر قال اشتريتها بالأمس بمبلغ / 1550 دينار نقدي !!. عندما عرف سبب سؤالي ألح أن يهديها إلى الملك .. لكن الأخير رفض بشدة .. حاول كثيراً لكن الملك لم يرضى أبداً !!!. والسؤال للسادة المسؤولين اليوم هل بإمكان أي أحد منكم الامتناع عن أخذ أموال أبناء شعبه ويقول لنفسه هذه أمانة ولا يجوز لمسها أو التلاعب بها ؟ اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 10-10-2014 في 02:26 PM.