أيامطراً يُباغتني ..يُحاصرني ويبني فوْقَ صَدْر الجُرحِ أحلاماً وأوهاماً قناديلاً يُعلّقها على هدْبي وأشْجاراً يُلاطِفُها على كفّي يُلمْلمُني كعطْرٍ ضاعَ سكّيناً ويرْتِق فتْقَ أنْفاسي ويَسْألني لماذا الفرْحُ ينْتحِرُ ؟ لماذا الدّمْعُ يسْتعرُ؟ لماذا الأرضُ غاضبة كحنْجرةٍ يلُوك الصَّمْتُ مَبْسَمَها ؟ وفوق الموج أشرعةٌ ، وسوْطُ الرّيحِ يجْلدها خواءٌ يسْحلُ الجفْنَا ومَلحٌ يطْعنُ الحلْقَا رأيتُ الماءَ مُنْحسراً من العيْنِ.. من الثّغرِ !!! وأحْجاراً تعرْبشُ في حِمى الصّدْرِ !!! تعالي نرْجُمُ الأحْزانَ في زهْوٍ نُعيد البسمةَ الأنقى إلى العينينِ في ألقِ ونحْصدُ من عيونِ الْفجرِ بسْتاناً وألْواناً ... وأنْغاماً مع العصفورِ نشْدوها .. تعالي نغْزِل الغيْماتِ أوشحةً ونسْطرُ فوْقَ جيدَ الزَّهرِ قافيةً ونرقص رقصة الضّوءِ على غصنٍ من اللّوزِ نذيب حلاوة الشّهدِ ونقْطع سُرةَ المرّ هُنا وطنٌ وفي الأعماقِ مَسْكنهُ هنا جُرحٌ وفي الْوجدانِ مَرْقدهُ فهيّا نمْلأ الكأسَا ونُلقي اليأسَ والجدْبا ونوغل في طريقِ النّورِ تَقْديساً .. أيامطراً يُسامِرُني.. ويُلهمني .. يرقرق غصَتي ذللاَ ويهْرِقُ ثلْج إحْساسِي يُؤانس وحشتي صفْواً ويُشْعل شمْع أوردتي رجَوْتك لا تغِبْ عنّي وتتْركني بلاماءٍ يُجلْجِل في شراييني وتنْسى أنَّني طَوْعاً سكبْتُكَ في عناويني . / منية الحسين