كان َ شعور ٌ يسكنني برغبة ٍ في الجلوس معك ِ ، في الإستماع لحديثكِ المشتهى ،
وتأمل ملامحك ِ الخرافية ، ورصد ضحكتك ِ المتفردة ، نعم ..تملكين ضحكة ً غير
نمطية ، ربما عندها أتمكن من اكتشاف ما تناثر َ من ذاكرتي .
كيف َ أستطيع ُ أن أفسر َ لك ِ أنني أعرف َ الكثير َ عنك ِ ، رغم أنني الرجل َ الذي
تلتقينه أول مرة ، وأن ّ حديثك ِ معه ، كمن يتحدث بلغة ِ غربية ٍ مع الغرباء ..
لأول مرة ِ أشعر ُ أن ّ الكلمات ثقيلة على لساني ، وحاولت ُ كبح َ جماح رغبة ٍ بي لإحتضانك .
هل أستطيع ُ أن أقترب َ من كل شيء أحببته فيك ِ ؟
ربما هي الصدفة ُ التي جمعتنا ، ومصادفتك أجمل ما عرفت ُ في رحلة العمر ..
حاولت ُ أن أوضح َ لك ِ أن ّ شوقي لك ِ أكثر من حجم توقعك ، حاولت ُ أن أخبرك ِ أنني رجل استثنائي مر ّ في عمرك ، رغم كثرة العابرين ..حاولت ُ أن أخبرك أنني انتظرتك ِ كثيرا ...
وأنني منذ بدء التكوين وأنا واقف ٌ على رصيف الإنتظار ، أرقب ُ حضورك الطاغي ..
وكان َ لا بد ّ أن نلتقي ...
كان َ يوما ً مذهلا بتفاصيله ، خالدا بما حمل من ذكرى ، كيف لا وأنت ِ معي ..
كانت ْ سعادتي كبيرة ، حين وجدت ُ اهتمامك ِ بقلمي ، وإعجابك بما أكتب ..وأرسم ..
مذهل ٌ شغفك ِ بفني وقلمي ..كنت ُ على استعداد أن أستغرق َ معك وقتا ً طويلا في الحديث عن قصيدة أو تفاصيل لوحة رسمتها ، كل شيء ٍ معك كان َ قابلا للنقاش والحوار ...
لم يكن ْ يشغلني شكل الحوار وموضوعه ، بقدر ما كان َ يذهلني الحديث معك ..
لم يكن الوقت كافيا للحديث ِ معك ِ عن كل تفاصيل حياتك / حياتي ..
فعقارب ُ الساعات ِ كانت مسرعة متراكضة ، وكان يرعبني مجرد التفكير أنك بعد قليل ٍ ستغادرين ، وأنا الذي كنت ُ أحلم بهذا اللقاء ..
اخترت ُ بحنكة ٍ مواضيع معينة ، واستطعت ُ بذكاء أن أخذك ِ للحديث في مواضيع دون غيرها ،
حتى لا نتوه في صمت ٍ مفاجيء يفسد ُ حلاوة اللقاء ...
كنت ُ أخاف ُ أن أستنفذ كل أوراق حديثنا في لقاء ٍ واحد ، ولم أكن ْ أرغب ُ في حصر ورقتي الوحيدة في لقاء عاجل ...
لذلك كان لا بد ّ أن نتفق َ قبل مغادرتك ...للحديث بقية .