هل يضرب المرضى الفقراء رؤوسهم بالحائط ؟ / بقلم : أسماء محمد مصطفى
هل يضرب المرضى الفقراء رؤوسهم بالحائط ؟
ـ بقلم : أسماء محمد مصطفى
هكذا جاء السؤال موجهاً هنا الى المعنيين في الدولة ، ليكون صرخة باحثة عن صدى ، فهل يأتينا صدى مدو ٍ؟
تتكاثر الأسئلة ، بتكاثر الحالات المَرَضية المستعصية على العلاج في العراق ، وبذلك يتطلب علاجها خارج البلد ، لكن آه ٍ منه الفقر .. ذلك المستبد التأريخي الخطير ..
لربما نسأل أنفسنا بين وقت وآخر كيف يعيش الفقراء ؟ ويأتي الجواب : يعيشون تحت رحمة الله تعالى ..
هنا نتساءل ماذا عن رحمة الإنسان للإنسان ؟!!
إذ لو كان العيش يقتصر على الأكل والشرب ، لقلنا لابأس ، يسعى الفقير الى رزقه ، وإن كان قليلاً ، ويعينه الطيبون الذين لاتخلو منهم الدنيا .. لكن الحياة ليست مجرد عيش .. فثمة ظروف يمر بها الإنسان تثقل عليه بشدة وتتطلب منه التصرف الفوري لعلاجها ، وهو تصرف يتطلب مالاً .. كما يحدث عند المرض ، فمن أين يأتي بالمال الكافي لعلاج مرض مستفحل ٍ يتطلب علاجه في الخارج على أيدي أمهر الأطباء وبأحسن الأجهزة والمستلزمات الطبية التي قد لاتتوفر داخل العراق ؟!
جميعنا يعلم أن معظم الأطباء العراقيين الماهرين من ذوي الخبرات المتراكمة قد غادروا البلد ، مما يستوجب على أي مريض أن يسافر الى طبيب عراقي ماهر في الدولة التي استقر فيها هرباً من البطش ، لكن من أين يأتي بالمال ليسد كلف العلاج في مستشفيات تلك الدول ؟ بل كيف يضمن الحصول السريع على تأشيرة دخول الى بعض الدول العربية والأجنبية إن هو تمكن من توفير المال ؟
كل هذه الأسئلة نضعها في سلة الحكومة ووزارة الصحة ، فهؤلاء المرضى والمعاقون الفقراء والكادحون هم أمانة في أعناق المسؤولين ، وعلاجهم يتطلب من الحكومة أن تضع برنامجاً ستراتيجياً يضمن التنسيق مع الدول الأخرى لغرض تأمين علاج الفقراء ، وهو برنامج يتطلب تخصيص ميزانية مالية كافية لتغطية مبالغ العلاج في الدول الأخرى وسواء على أيدي أطباء عراقيين او عرب او أجانب .
إننا إذ نقول ذلك ، لانغفل النظر عما تقوم به وزارة الصحة من تكفل بعلاج بعض الحالات بعد إحالتها الى اللجان الطبية المتخصصة ، لكن ماتقدمه الوزارة بهذا الشأن محدود ويقتصر على حالات مرَضَية معينة ، ونحن نعلم جميعاً أن الحالات المَرَضية المستعصية على العلاج داخل العراق كثيرة جداً ، وهي ناجمة عن ظروف الحروب التي مرّ بها العراق وماخلفته من تلوث بيئي وفقر صحي ، فضلاً عن استمرار الإصابات المَرَضية كحالات التشوه والعوق من جراء الانفجارات . الأمر الذي يلقي بالمسؤولية على عاتق الدولة لتتكفل بعلاج جميع المواطنين المبتلين بالأمراض وحالات العوق القابلة للعلاج في الخارج .
ولتضع الحكومة أمام أعينها أن بين هؤلاء المرضى أرباب عوائل ، وأن أبناءهم بهم حاجة اليهم ، فإن استفحلت أمراضهم او انتهى بهم الأمر الى الموت ، تضررت عوائلهم معنوياً ومادياً بفقدان معيليها ، ولايخفى على أحد ماالذي قد يتسبب به العوز من آفات في المجتمع ..
ولاتغيب عن الذهن تلك الحالات المستعصية على العلاج حتى في الخارج ، وهنا لابد أن تهتم الحكومة بتوفير رواتب مناسبة لأصحاب تلك الحالات رأفة بهم وضماناً لمعيشة عوائلهم ..
إننا نضع كل هذا أمام الحكومة ، علّها تحول دون ضرب المواطن رأسه بالحائط .. فهل تفعل وتستجيب لصراخ أبناء البلد المسكين ؟!
التوقيع
هي تذكرة الى مدن الحب والورد .. مدن الحلم .. مدن القمر .. مدن الحزن .. مدن الأمل ..
فالحياة محطات سفر ، والكلمات كذلك ..
*****
تذكرتي وكل خلجاتي مهداة الى أسرتي الجميلة