نَذْرِفُ الدَّمْعَ – بعدَكم – والحَنينا
كي نَواســي الدُّروبَ صَبرًا دفـــينا
........
يا أعــزَّ الرجــالِ : طبْتم ، سلامًا
وأعــزَّ النِّســاءِ روحــًا وديـــنــا
..........
مَنْ نُسمّيهِ ؟ والفضاءاتُ غصَّتْ
بالغوالـي التــي تـــرقُّ عــيونـا
............
مَنْ نُسمّيهِ ؟ والميادينُ باتت
تــتـلاقـى ، فما تــرى تــأبـيــنا
..........
كــجفونٍ تلعْثمتْ في خُطاها
إذ رأت عِلْــيَـةَ الديــارِ جَـــفونــا
.........
في سماءٍ تسمَّرَ الغيثُ فيها
أو مضــى يُخـبرُ الحبــائبَ حينا
...........
لَهْفَ ضَعْنٍ تدافعَ الشوقُ فيهِ
يلثم النُّورَ حــولـه ، والضُّـعونا
.........
لَهفَ قلبٍ مع السَّحائب يلهو
حـول آهـاتهِ أقام رَهــينـا
.........
يا شبابَ الجِنانِ يا صبحَ عمري
ســـوف أمضي للذكــرياتِ حزينا
..........
كيف أسلو وظلكم في فؤادي
يتماهــى مـع البريقِ شــؤونـا
..........
تلكَ أحـلامُكم كبيرٌ مَداهــا
بَثُّـها يمْـلأُ الدُّنـا ياسمينــــــــــا
...........
تلك أنفاسُكم ، وشدوي فِداها
عانـقــتْــنـي عواطـرًا وغصــونـا
..........
وستعدو الجِراحُ ملءَ فضائي
تمنحُ الزائــرَ القصـيَّ سَفيـنــــــا
............
تجعلُ المَـنْـطقَ القديـمَ سِراجًا
مُدنَفَ البَوْحِ يســتحيلُ غصـونـا
............
كفَّنَ الصَّبرُ بالوداد شعوري
فغـدا الصَّـمْتُ للحيـاءِ قرينا
...........
إيه يا دهرُ : كم ختمْتَ نفوسًا
عَيْنُها شَكــْـرى ، تستغيث الأمـينـا
...........
إيه دنيايَ – والنَّشاوى تداعَوْا –
فانشُري الطّلَّ أكـؤسًا ، أو دعــينا
...........
لوّني للنّديمِ سُؤلَ المعـاني
قشِّبي مُلتقـى الأسـى تلوينـا
..........
مُقلتي عَبرى ، والحياةُ فناءٌ
وخـلودي مع الهـوى يـأتــيــنـا
...........
نذرفُ الشِّعر بعدكم والتحايا
نفحـاتٍ تردَّ دمعي سـخيـنـا
............
فانزِلوا أشرفَ المنازلِ فخرًا
شـهداءً إلى العُـلا سائرينا
..........
شرِّفوا أهلنا وكلَّ غيورٍ
منحَ الفجرَ عزمَـهُ والحـنينا