للعيون لغة لا يفهمها إلا قلب عاشق محب صادق يرى ما خلفها من مشاعر وأحاسيس قد لا يستطيع اللسان البوح بها فأستطاعت بعيونها أن تسحره وأصبح يجمع الحروف ويرددها من نظراتها ليكتوي بعذابها
ويبقى يتمنى أن تكون قريبة لترفع النقاب ولو قليلاً ولكنها حاولت أخفائه فزاد به الشوق وهو يحلق بعيداً بوصف ما خلفه
آه لـو لا ملكـتُ بعـضَ شبابـي
لنسيـتُ الأذى وجُبْـتُ الصِّعابـا
غـيـرَ أنِّـــي مـقـيَّـدٌ بـظـروفـي
وجراحي أضعْتُ فيها الحِسابـا
وهنا يعاتب الزمان ويتمنى أن يكون شاباً ليستطيع تخطي الصعاب للوصول أليها إلا ان ظروفه تقف حاجزاً أمامه لتزيد من جراحه فأصبح لا يستطيع حصرها
ولكنه في حروفه يتقد شباباً ليثبت أن الشباب شباب الروح مهما مرت الأيام وتعدت السنين
وتطول الأماني وآخرها يتمنى أن ترحمه على الأقل بهمسة لتكون له المداد في المتبقي من أيامه أطال الله عمره
وأن يكون ما في همسها من عذاب يزيد عذابه لأن يرى في كل حرف من حروفها جمرة جديدة توقد مشاعره فيكبر الحنين
ويبقى يناديها بهمس لعلها تعود وتقترب ففي عودتها ربيع الحياة.