أنشودة الماء وكأنَّ هذا الحرف لا لا يستطيعُ لكِ الوُصول وأنا المسافرُ في تفاصيلِ الكلام وأنا الرحيلْ وأنا الغيابْ وأنا القصيدةُ في تَرانيم الصباحْ ونشيدُ طفلٍ حينَ يُدركُ جيدا أن النشيدَ كما الهواءْ أنَّ النَّشيدَ كما الرَّذاذْ ما بينَ سُنبلةٍ ونايْ تَعبتْ خُطايْ وأنا الحديثُ المُشتهى وقتَ الغُروبْ وغناءُ طيرْ فوقَ الغُصونْ كيْ يَرسمَ الصُّبحَ الجديدْ يا راحلة خلفَ الدُّروبْ كيفَ انتبهتِ إلى صهيلِ فَراشةٍ بينَ الورودْ كيفَ اقتحمتِ قصائدي رغمَ الحدودْ هيَ زنبقة كانت تنامُ على الجدارْ كانت تُناجيها الفراشةُ في الصباحٍ وفي النهار فيفوحُ منها كلٌّ يومٍ رائحة وقُرنفُلة .. كانت هُناك من قُربِ شُبّاكي تنام كانت تُداعبُها النسائمُ والطيور فيفوح منها كلُّ يومٍ رائحة يا ليتَ لي وجهاً تَغَمّسَ في النّدى حتى أعانقَ وردتي هذا الصباح ولنا لقاء في ذلكَ الرّكنِ البعيد في الشارعِ المَنسيِّ أو تحتَ الغمام هل يا تُرى سنُجيدُ أسرارَ الكلام أم أنّنا .. سنتوهُ في بحر الحنين يا ساكنة خلفَ المسافةِ والسفر خلفَ العواصمِ والمدن خلفَ السحاب هل تسمَعينْ صوتي وصوتَ قَصيدتي همسي ونبضي في الحروف ولها سلام تلكََ العُيون الناعسة وكذا الرموش ولها سلام تلكَ الجدائلُ فوقَ كتفك عندما ترتاحُ مثل غزالةٍ بين الغمام ماذا أقول عن ألفِ شوقٍ في دمي لصبيّةٍ مثل القمر في كلِّ يومٍ يشتهيني حلمُها وتقولُ لي : مَن أنتَ ؟؟ من أيِّ ريحٍ قد أتيت ؟؟ ما اسمكَ؟؟وما لونُكَ الأزَليُّ في سفَر الفصول؟ ما سرُّكَ المحفورُ في شَجَني ؟؟ من أيَّ نافذةٍ تجئ ؟؟ فأعودُ أنظرُ في المرايا كي أراني من جديد فأرى هناك رجلاً يحدُّقُ في المكان وأرى أنا وأنا حكايةُ شاعرٍ ما زالَ يبحثُ عن وَطَن لي منزلٌ بين الحقيقةِ والخيال لي صاحبان قلمي ووجهُ حبيبتي ومعي بطاقةْ في خانة الإسمِ الصغيرة كتبوا بها إسماً تَشكَّلَ من حروفٍ أربعة الواو : وجدٌ قد تناثر في الضلوع واللام : حرفٌ باتَ سرّي في الحياة والياءُ : يبقى نبضُ حبِّك في العروق والدّالُ : دمعٌ قد تسربلَ فوقَ خدْ جزرٌ ومَدْ هي رحلةٌ أخرى تُلاحقُ خطوتي وظِلالُ وعدْ قالتْ : لماذا لم تَسلني مَنْ أنا ؟؟!! فأجَبْتُها : قَدْ كانَ قلبي قَدْ وَشى يوماً إليْ فَنَقشْتُ إسْمَكِ فَوْقَ روحٍ هائمة لا تسأليني يا صبيةُ عَنْ تفاصيلي ومَنْ يوماً أكون نامي قليلاً تحت رمشي والجفونْ أو فاستَريحي تَحتَ أغصانِ الشّجونْ وقصيدَتان لك واحدة أخفيْتُها خلفَ النُّجوم كي لا تَطالُ حُروفها تلكَ الرِّياح ولموطنٍ خلْفَ القيود تبقى القصيدةُ في سَفَر وجعلتُ قلبي بيتها وحرستُها بجوارحي خَوْفَ الجنود في الليلِ يأتينا الجُّنود ويُدَنّسون حقولنا وهواءَنا الطائراتُ الحاقداتْ تُلقي القنابلَ والرَّصاصْ ما فوقَ حُلْمٍ نائمٍ بين الضلوع ويُلاحقونْ طفلاً تَربّى في المنافي والحصار نامي قليلاً تحتَ رمشي والجفون ما بينَ عوسَجَةٍ ووردْ سيجئُ وعدْ ما بينَ ظلُّكِ والمساء ولنا لقاء وبهِ سنكتبُ كلَّ شئ فأنا أحبُّك يا ابنتي وأنا القَصيدةُ والقلم الوليد