( أيها الإنسان لئن كنت قد هبطت من علياء الفردوس إلى هذه الأرض المتواضعة ، لقد هبطت إليها واقفاً على قدميك ، ولم تهبط إليها مُكباً على وجهك ويديك ، ألم تَرَ كيف خُلقت منصوب القامة ، مرفوع الهامة ؟ فجُعل نصيب الأرض منك أن تطأها برجلك ونعلك ، أما ناصيتك فقد بقيت مرفوعة إلى السماء تذكرك بمن هنالك ، وما هنالك من وطنك وأهلك . إن هذا الرأس المرفوع يتأبى لك بفطرته أن تنكسه وتقلب وضعه خضوعاً لشيء من المخلوقات ، أو ركوعا لأحد من المخلوقين )