كنتُ هي.. أنثى من رحيق
أحببتك حبا جمّا
قبل ولادة الحب بآلاف الأحلام
أخبرتك عن ماهية إعجابي
ثم ابتسمت
كانت عيناك تهرب مني يمينا وشمالا
كنتُ أبحث عن مثوى لروحي.. في مرآة أحداقك
وأنت تبحث عن وهم في زقاق مهجور
كنتُ محشوة بالسذاجة.. حين أمعنتُ النظر في عينيك
التي كان لها بريق اقتبس بعضا من بصيص القمر
ليعميني
تلك كانت آخر فجوة عثرت عليها خيباتي
استجديتك وطنا أبيضا
فكان بياضك.. ناصع السواد
وطن مثقل بالغربة
غير مباح لأشلاء النبض
استجديتك مطرا
يحيي الجدب في تضاريس الروح
فكنت مغتسلا لجثمان الفؤاد
الذي قمّطته في كفن ناصع الجوى
وتحت تأثير العمى.. غادرتني إليك
وأنا أحث الخطى نحو حتفي
أحببتك بإتقان
فهشّمتني.. ولم تتوان
ماذا بعد
والمقل تذرف دما.. وسياطك تجلدها برودا
حكمتَ على قلبك بالوفاء..؟
أما علمت بأنك أضعف.. من أن تستمع لما يهمس به النبض
أخبرتك مرارا
بأن نوبة الشك التي تعتريك كل حين.. لا تجيد غير الإقصاء
لم تبال
عنفتك كثيرا
لتنظر إليّ بعين القلب.. ولم تأبه لصهيل الروح
بل اتخذتَ طريق النسيان
وما اكترثت للخطى التي خلّفتها قدماك
فوق ورود الحلم.. و دون قيد التفاتة
حدثتك كثيرا
عن نبوءة ظلمة.. راودت سكنات الهواجس
وسقطت الظلمة ما بين روحينا
كنيزك من دخان
بدد ضوضاء أنواري
ولم أشهد حينها.. متسع من ضوء
سوى انعكاسة من بياض كفن
كانت أوقاتي معك قصيرة جدا
أشبه بفقاعة
ما تكوّنت.. إلا لتنفجر
كيف لي أن أحتفظ بفقاعة إلى وقت طويل
ربما كان عليّ أن ألتقط لها صورة بعدسة الذاكرة
لكن ذاكرتي حينها كانت مكتظة بصور الفتنة
وأفلام الذهول
والمضي نحو المجهول
تمنيت مرة.. لو كانت مشاعرك تشبه فصول السنة
لاستشعرت بردها ودفئها
ولما احتجت لكل هذا العناء في فك تلك الرموز
التي أثقلتك بالغموض
وشطرتني نصفين.. بمقصلة القنوط
اللحظة الآن ماطرة.. فيها ظلمات
ورعد وبرق
يستفزني المطر لأكتبك
وتذكرني الظلمات بثياب الحداد التي تقمّصت جرحي
ويذكرني البرق.. ببريق عينيك
المتقد في أحداقي احتراقا
والرعود تدغدغ مسمعي بصليل انفجار الفقاعة
في أحجيتنا الكثير من ملامح المطر
المطر الذي غرسك في قلبي
ثمرة صبّار لا تموت
كثيرا ما تخامرك فكرة اتهامي بالخيانة
وتخالجك شكوكك العمياء.. فتنوء نحوها كـ رضيع
يستهويه العبث بأوسان أمه
كم استربت بي ظلما.. وسؤت بي ظنا
وحدجت بي ذنبا.. ارتعدت له سموات روحي نحيبا
كنتُ طفلة المطر
تقفز من عينيها نجوم الحنان
وترصع وجنتيها حمرة.. انتزعتها السماء لحظة غروب
طفلة ما ولدت إلا من رحم البراءة
وما عييت أنني سأكون مجرمة حبّ يوما
في عين أغلى ما امتلكت روحي
إلى أين أمضي بجرحي
وقد تضمّخت كل القفار من منزوف وجدي
بمن ألوذ.. ؟
وكل ذنبي أنني.. كنتُ هي