لقاءُ الأحبة ( قصيدة مستوحاة من عبق زيارة خالي الغالي إلى أرض الوطن بعد غياب دام 30 عاماً ) في ليلةٍ قمراءَ كان لقاؤنا بعدَ العِشاءْ والأهلُ والأحبابُ والأجدادُ والأولادُ والأحفادُ مجتمعونَ حولَ مائدةِ العَشاءْ والليلُ مبتسمٌ وضوْءُ البدرِ قد حيّا وجوهَ الجالسينْ والكلُّ مستمعٌ لأخبارِ الأحبةِ قصةٍ من هاهنا أو نكتةٍ من ها هنا وأنا أفتشُ في وجوهِ الحاضرينْ عن إخوةٍ كانوا ولا زالوا بأصقاعِ البسيطةِ يضربونْ في غربةٍ تدمي قلوبَ الغائبينْ وشريطُ أيامِ الطفولةِ والبراءةِ مرَّ في نفسي بطيئاً واضحاً متثاقلاً وكأنّهُ يوحي إليَّ يقولُ : ها هيَ ذكرياتُكَ مع أحبَّتِكَ الغوالي الراحلينْ كانوا قناديلاً تنيرُ حياتَكمْ كانوا مناراتٍ تدُلُّ التائهينْ ويعودُ لي الطفلُ المدلّلُ حاملاً ألعابَهُ متبسّماً مستبشراً ويغوصُ في بحرِ الحنانِ بحضنِ أخوالٍ وأمٍّ أسّسوا للحبِّ مدرسةً على مرِّ السنينْ وجرتْ من العينِ الحزينةِ دمعةٌ كانت تقولُ بأنَّ هذا الطفلَ أضناهُ الحنينْ ويقولُ : كم لعبتْ بنا أقدارُنا ! وتعدّدتْ وتفرّقتْ وُجهاتنا كلٌّ يجرّبُ حظَّهُ والعمرُ يجري تاركاً أحداثَهُ لتصيرَ مَتْناً في سجلِّ الذكرياتْ الوقتُ مرَّ وكلُّنا نصبو لوقفِ نزيفِهِ أملاً بجمعِ الشَّملِ أو تعويضِ لحظاتِ الفراقِ الضائعاتْ عند انتصافِ الليلِ أمسكتُ اليراعةَ حيثُ سالَ مدادُها لأخطَّ قبل النومِ متنَ قصيدتي في حبٍّ أهلٍ سطَّروا قيمَ المحبّةِ في سجلِّ الخالدينْ
نحنُ يا سيدتي ندّانِ... لا ينفصلان https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/