ما زلتُ أحُبُّك عبد الرسول معله سمعْتُ صوْتَكِ في الآفاقِ ناداني = أنا الحبيبةُ فانهضْ أيُّها الجاني فجئْتُ أسعى وشوقي كان يسبقُني = كيما أضمّكِ في قلبي وإنساني لبّيكِ لبّيْكِ ياروحاً سموْتُ بها = أمْسَتْ معَ القـَدَرِ المكتوبِ عنواني ففيكِ أشرقَ عُمْري من غياهِبِهِ = فاخـْضرَّ عوديَ زهواً بعدَ حِرْمان وعشْتُ أجْملَ أيّامي وأهْنأها = مسْتعْذباً فيكِ آهاتي ونيراني نعمْ أحبّكِ يا روحي ويا قَدَري = فمنكِ أنهَلُ أشعاري وديواني نعمْ أحبُّكِ حَرْفي ظلَّ يهمسُها = وتستنيرُ بها روحي ووُجْداني فأنتِ في خافقي ما عشتُ لي نغمٌ = وطالَما قلبُكِ الفينانُ أحياني أصبحتِ لي سَكَناً أحيا به زمناً = ما عُدْتُ أسألُ عن أهلي وأوطاني فالحبُّ عندكِ جنّاتٌ منعَّمةٌ = وكنتُ أحيا وحيداً وسْطَ نيران فما انتشيْتُ بصوتٍ ظلَّ يهمسُ لي = إلا وأنتِ بأذني طائِرُ البان أنسيْتني كلَّ حُزنٍ كان يسْكنُني =واخـْضرَّ بالعِشقِ أوراقي وأغصاني كمْ قائِلٍ عاذلٍ يغلي به حسَدٌ = إنّي أعودُ من الدنيا بأحزاني فلا وعينِكِ فالدنيا بأجمعِها = بغيرِ حُبِّكِ عندي محضُ خُسْران في كلِّ يومٍ إذا غابتْ عواذلُنا = أحْسَسْتُ فيَّ رفيفاً بينَ أجفاني فأنت للعينِ نورٌ لا يفارقُها = وإنْ نأيْتِ تسِلْ بالأحمر القاني ضُمّي إليكِ رضيعَ الشِّعْر وانطلقي = لعلني في نعيمٍ سوف ألقاني