تكوي الأيام
تبللُ جَسدها بالماء
قتلى بلا أسماء في ذاكرتها
مروا خطفا ،
مروا ،كالطائرات المفقودة.
تكوي الأيام
ترشُ الماء على جسدها
يتصاعدُ البخار ، كشهيق الموتى .
من يلمُ اليوَم من اليوم ؟
من يلمُ الاسماء التي سقطت ؟
القتلى
عبروا
واحدا
واحدا
وكان الوطن ضيقا
لا يتسع للقبور .
تمُر المدينةٌ
مثل طائر في الخيال
بيوتها اقفاصا معلقةَُ
ينازعني الحنين اليها
إلى الجدران التي غطت بغيابها وجه المدن ،
وكتبت بسحر الكلام ،اغاني العابرين .
هجرتك تأخرت ، يا بغداد
لن افتح لها الباب
هجرتكِ طالت!
لن افتح لها النافذة !
هجرتكِ سانتظُرها حتى آخر الدمع
هكذا، قالت نساء بغداد .
هجرتكٌ قمٌر
يتسعُ نوره كل يوم .
في حضرتك اكتملُ بدرا
والكنائس تنشد لحنا
والجوامع تبكي عهدا
إلا طال هجرك
فامنحيني بعض عذبك، يا عذبة .
عرفت النضج كثمرة
بحبك الذي لمسته الاشجار.
حبك الذي لمسته النار
تطهر مرتين
فانت حبٌ جهلناه
وانت حبٌ عشقناه
ولا ندرك
اي حب أنت ، يا بغداد ؟
اي وجه اسمر مرت عليه اقدام الغزاة ؟
هارون مر هنا
هارون صاح
اي قهرلاح ؟
هارون بكى وحشة ا لدار .
يطل دجلة عابرا في تواريخ الكتب
مشتاقا للفرات
هنا حدائق البصرة
هنا شناشيل السياب
هنا ماتت وفيقة
هنا غنت وفيقة .
في ارتعاش الحلم
في نبض الفؤاد
تمُر النسا ء بكحل يشبه وجه الارض
تمُر النساء بكحل يشبه ملح الدمع
بغداد في ثياب الحداد
بغداد في ثياب المخاض
بغداد ستلد الغدا مثل زهر الاقحوان .
مررتُ بالبصرة احكي لها عن حلبا
مررتُ بالقلم العريض
إ ذ حبره فاض في بغداد وانتهى
مررتُ بالبلد الحبيب اساله
عن نساء هربن مع الدمع
مررت بالنخل العتيق اسأله
يا أرض السماوات
ماذا راى بك الاعمى ؟
مر بك من حلب قصدا
اعينيه على الدنيا
وامنحيه صبرا جلدا
وكوني له ضوءً في معجما .
في بغداد لا تنام النساء
الحب يجرف الحب
اما ترى النهر فاض
اما ترى الدمع فاض
أما ترى الدم فاض !
في بغداد لاتنام النساء
لان الفرات يجري بالبكاء
قسّمتُ الليل بيني وبينك
لك نصفٌ
ولي الآخر
فكلانا حَيَْرة تعرف وجه حَيْرتها
وكلا نا نهرٌ يجري إلى مثواه
فاي نصف تختارين يا بغداد ؟