آخر 10 مشاركات
سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الترحم على روح الأديب والشاعر والاستاذ التدريسي عمر مصلح (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          " ثمّـــــة ...." (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هـذا الصبـــاح .... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ومضه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          تاملات (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          رَسَائِل تَأبَى الوُصًوًل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          التـزم الصـمـــت ... !!!!! (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > مــــداد للكلمات

الملاحظات

الإهداءات

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-04-2015, 01:16 PM   رقم المشاركة : 1
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي ذكريات-القسم العاشر ( وداعا يا مدينة المحبة والسلام ، وداعا يا موصل )

ذكريات


القسم العاشر


وداعا يا مدينة المحبة والسلام


وداعا يا موصل

اشتد الضغط على الوالدة من اقربائي في بغداد ، بعد ان انتشر الخبر بينهم ، وكان وقعه كصاعقة عليهم. رفضنا أي مساعدة منهم حسب وصية ابي رحمة الله عليه.
كان بامكاننا أن نبيع جزء من بساتيننا ، وأراضينا ، والتي تتحلى بذكريات الوالد ، ولكن صعب الامر علينا اولا ، ومن ناحية اخرى كانت تمدنا بما نحتاجه من طعام ، وفي اوج فقرنا كنا غير محرومين من أحسن انواع الفواكه جودة.
الوالدة رحمة الله عليها ارادت ان تخفف من حدة الصراع بينها وأقرباء والدي ، وبدون رغبتها باعت جزء بسيطا من الملك بحوالي 200 دينار.
وقالت لي ابني اذهب الى خياط جيد ومعروف ، واختار القماش الذي ترغبه ، ليخيط لك سترة وبنطلون ، وفصل لك بنطلون بالقماش الذي يلائم ذوقك مع قميص تلبسه في القطار.
عملت بكلام الوالدة ، وكنت ادعو من ربي أن لا يراني احدا من اصدقائي ومعارفي ، وينكشف لهم امري ، أي كأني قد سرقت النقود من جهة ما ، والله شر البلية ما يضحك هههههههههه. ذهبت الى خياط معروف ، ولما ازل اتذكر اسمه عبدالستار الحبار ، واخترت القماش بما يلائم ذوقي ، وبعد اسبوعين استلمت السترة والبنطلون ، ولبستهما فوجدتهما على ما يرام وكذلك البنطلون الاحتياطي على ما يرام ، وضعتهم في حقيبتي لكي لا يراها احد من معارفي. وعملي هذا جلب استغراب الخياط !!!! ودعت الخياط شاكرا ورجعت للبيت. وقررت السفر الى بغدادي الحبيبة ، بعد غياب طويل ، كما عينت يوم السفر.
اخبرت بعض الاصدقاء بيوم سفري ، والذي سيكون بعد اسبوعين.
انتشر الخبر بين المعارف والأصدقاء ، كالنار في الهشيم ، اينما اذهب ألاقي عتابا من اصدقائي ، ومعارفي ، وبعض اساتذتي.
في يوم السفر ، الجو كان يلتهب حرا. ارتديت بنطلونا وقميصا ومعي كوشر كبير ( وينك ابو صالح انت الذي ذكرتني بالكوشر ، والا جنت ناسي ههههههههههه )، مملوء بالهدايا ، علاوة على ذلك ، حملتني الوالدة بخبز اعروق ، وكمية كبيرة من الكليجة ( كعك العيد ) وحلويات موصلية ، كأني ذاهب الى جبال هملايا ههههههههههههههه.
احد ابناء محلتي يملك عربانه يجرها حصانان ، قسم أن يوصلني للمحطة ، تقديرا واحتراما ، وهذا ما حدث.
صلاح المفلس ، صلاح الفقير ، لأول مرة يلبس بنطلونا جديدا في الموصل ، ويلعن اللنكات وابو اللنكات هههههه ( اللنكات تعني الالبسة القديمة التي تباع في السوق بثمن رخيص ، وتتهافت عليها الفقراء لرخص ثمنها )
ودعت امي الحنونة ، ودعت ابناء محلتي ، وركبت العربة الى محطة القطار. في طريقي الى المحطة كنت صريع حب خفي لا يعلم به الا انا.
كانت تصارعني قوتان : قوة الحب ، وقوة الحزن ، ونظمت قصيدة بعنوان ((دمعة الوداع))
وصلت المحطة وكانت غاصة بعدد كبير لم اكن اتوقعه ، نعم والله بعدد كبير جدا من المعارف والأصدقاء ، اشبه بمظاهرة. الكل كان يعتقد ليس لي معارف في بغداد ، وأعطوني رسائل الى اقربائهم ، لأكون ضيفا عندهم ، واستلمت عروضا كثيرة ، ورفضتها قائلا سأذهب وأتوكل على الله ، ولا يعرفوا أن هذا الطالب الفقير معظم اقربائه في بغداد المحبة !!!!!!!
من نافذة القطار القيت القصيدة دمعة الوداع ، وكنت صريع هموم وأرزاء. ثم ارتجلت كلمة ، امتزجت كلماتها بدموعي الساخنة ، ودعت فيها اصدقائي ، ومعارفي وبعض اساتذتي. اخيرا ودعت الحضور بدموعي ، بعد أن تعطلت عندي لغة الكلام !!!!!!
ودعت الموصل وأهلها الاخيار ، ودعت امرأة ، حرقت سعادتها لتضيء لي الطريق.
ودعت الوالدة بدموع ساخنة ، وأحاسيس مؤلمة ، ودعتهم بعد أن اصبحت على بساط الذكريات ، ودعت الموصل التي عشت فيها فقيرا وسعيدا ، ودعت موطن ذكرياتي ، ودعت الفقر !!!!!!!!!!!!
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان

يتبع






آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 09-04-2015 في 01:19 PM.
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وداعا.. أبنودي صبحي ياسين الشعر العمودي 18 08-22-2015 06:13 PM
وداعا رمزت ؟ العربي حاج صحراوي الشعر العمودي 21 12-27-2014 09:16 AM
** وداعا ** مصطفى السنجاري نبع الوفاء 17 08-09-2011 02:44 AM
وداعا وداعا كريم السراي نبع الوفاء 3 07-05-2011 11:11 PM
وداعا يامدلّلتي الدكتور شفيق ربابعة الشعر العمودي 6 02-27-2011 08:44 PM


الساعة الآن 02:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::