ناضلنا من اجل: وطن حر وشعب سعيد !!!!!!!!! وضحينا من اجل الشعار المذكور لنبني السعادة في ربوع الوطن ، ونقضي على البطالة والفقر ، ونوفر رعاية صحية لكل ابناء شعبنا. ناضلنا لا حبا بالمناصب ، ولا من اجل ان نملأ السجون بأبناء شعبنا !!! ناضلنا من اجل : وطن حر وشعب سعيد !!!!!!!! سمعت شكاوي من اولئك الذين كانوا يساندونا في المظاهرات ، والذين كانوا يقدموا لنا العون في مواقفنا الصعبة. وصلتني شكاوي يندى لها الجبين ، كنت اعزوها لأناس غير مدركين ، وجهلة تحركهم العاطفة ، وهي تصرفات غير متعمدة ، غير ان الحقيقة اثبتت عدم صدق رأيي ، وعلى ضحالتي السياسية في هذا الامر. و الأمر من هذا ، رفعت شعارات لا تليق اخلاقيا بسياسي مثقف ، يرددها بصوت جهوري ، في الكثير من شوارع بغداد الرئيسية ، كشارع الرشيد ، وشارع الملك غازي (( شارع الكفاح )) ولم يكتفوا بهذا ، بل اصبح البعثي ، او القومي يستحق القتل ، وحتى السحل ، ان بدرت منه معارضة ، وكان هؤلاء الذين ناضلوا معنا ، وساندونا في اصعب المواقف ، هم الان وكأنهم ليسوا ابناء الوطن ، وما علينا الا ان نبيدهم !!!!!!!!!!!!!!! زرت الأعظمية التي كانت مقفلة امام الشيوعيين ، والتقيت ببعض المعروفين منهم ، ورحبوا بي ، ولا احدا مسني بأذى ، وقدمت اعتذارا للتصرفات التي حدثت وتحدث ، وعزوتها لمشاغبين لا علاقة لهم بالحزب ، غير اني في وقت متأخر عرفت ان الحزب كان يغض الطرف عنها ، وفي احيان كثيرة يجد اصحابها ابطالا !!!!!!!!!!!!!!!! سمعت بأذني في المظاهرات المؤيدة للحزب ، من يرددها ، وكانت تنال قبولا واستحسانا فوا عجبا !!!!!!!! الترمومتر السياسي اخذ ينحدر من سيء الى اسوأ ، وكان بمقدور الحزب ان يوقفه عند حده ببيان واحد فقط ، ولكن جرفتهم نشوة النصر وا اسفاه !!!!!! الحدث الاول كلفت بتنظيم مظاهرة نسائية بتاريخ 2 كانون الثاني 1959 تقوم بها رابطة حقوق المرأة وتنطلق من ساحة التحرير بباب الشرقي وتخترق شارع الرشيد ، وتنتهي بباب المعظم. انطلقت المظاهرة في الساعة الثالثة بعد الظهر. فوجئت بهتافات تنطلق من رفيقات ضد جمال عبد الناصر ، وحزب البعث !!!!! اخذني العجب ، لدرجة حاولت ان اوقفها ولم افلح ، ولو لم اكن معروفا لسحلوني ههههههههههههههههههههههههه والله شر البلية ما يضحك. اعتقد قرب سيد سلطان على ، القيت كلمة ونددت بالهتافات التي تثير الكره ، والبغضاء بين القوى الوطنية ، وأخذت المظاهرة مجراها ، وانتهت بباب المعظم بدون ازعاجات. بعد يوم ذهبت الى مقر جريدة اتحاد الشعب في شارع الكفاح ، منطقة باب الشيخ ، والتقيت ببهاء الدين نوري ، وعبد القادر البستاني ، وسليم الجلبي ، وطرحت عليهم وجهة نظري بالشعارات التي تندد بقوى وطنية تخالفنا بالرأي. لم اسمع منهم الا كلاما مقبولا ، الا اني كنت على قناعة تامة ، ان الخبر كان يبهجهم فوا اسفي. حدثان اود ان اتطرق اليهما لاعتقادي أنهما يتحليان بوجهين متناقضين ، احدهما مظلم ، والاخر مشرق ، ويعكسان صورة من واقع عايشته ولا يمكنني نسيانه. الحدث الثاني
سلوم
سبق وأجرت غرفة صغيرة فارغة ، باسمي الصريح في شباط عام 1959 لتكون وكرا ، في الشارع المقابل لعقد النصارى ، وتبعد عن شارع الرشيد حوالي اقل من 700 متر ، في بيت كبير ويحوي على غرف كثيرة مؤجرة ، ولا احد يعرف الاخر. غرفتي تحوي على راديو ، وطابعة يدوية ، وكراسات كانت تصلني من تنظيم شيوعي اخر عن طريق صديقي المحامي حمزة سلمان ( ابو سلام ) ومناشير لتنظيم القاعدة والذي كنت أأيدها بكل قواي ، لتوزع من قبل من نالوا ثقتي. تعرفت في هذا البيت الكبير برجل يسكن في غرفة قريبة من غرفتي الصغيرة ، واسمه سلوم. الرجل تبان عليه البداوة بعقاله الرفيع وملبسه. عرفت ان الشخص من عانه ومتحمس لحزب البعث العربي الاشتراكي ويمجد بقادته . اصبح بيني وبينه سلام فقط ، لكوني كنت اخشى جانبه. كما تعرفت برجل مجاور لغرفتي من اهالي البصرة ويعمل في مديرية المساحة واسمه عزيز السبع وهو لا يهتم بالسياسة. في عصر احد الايام ، وعند دخولي البيت التقيت صدفة بسلوم وقبل ان احييه قال : اخ صلاح اليوم مساء ستكبس من قبل الشرطة ، فان كان معك ما هو ممنوع ممكن ان تضعهم عندي وأرجعهم لك بعد مغادرة الشرطة البيت. فوجئت بكلامه ، وسألته : كيف عرفت بالخبر ؟ فأجابني من معارف في الامن. شكرته على موقفه المشرف ، ونال ثقتي . نقلت في الحال الطابعة لغرفته وعدد كبير من المناشير المطبوعة ، وبعض الكتب الممنوعة ايضا. بقيت في البيت ، وفي الساعة المعينة ، كبستني شلة من الشرطة الرسمية والسرية ، وحالا قيدوا يدي ، وفتشوني بدقة ، ومن ثم فتشوا غرفتي ، ولم يعثروا على شيء. اخذوني مقيد اليدين الى مركز شرطة عبه خانة ، واخذوا افادتي ومن ثم اطلقوا سراحي. رجعت للبيت ، وشكرته جدا ، والرجل ارجع لي الامانة بقلب رحب ، وبدون مشاكل. بعد ثورة 14 تموز اصبح سلوم العاني سكرتير وزير الاعمار فؤاد الركابي. سمعت يوما من الرفاق ، انهم مصممون على تصفيته ، لكونه معادي كبير للحزب الشيوعي. استنكرت الخبر وذهبت في الحال بتاريخ 5 كانون الثاني 1959 اليه لمكتب الوزير ، في باب الشرقي ( وزارة الاعمار ) وطلبت منه أن يقابلني في الساعة الخامسة في مقهى صغيرة قرب جامع الخلاني. جاءني في الوقت المحدد وشكرته على ايام كان سببا في انقاذي من السجن ، والتعذيب ، وصارحته بالأمر ، وأخذته معي للبيت ، وفي سيارة تابعة للمقاومة ، وصلته لعانة ، وودعته شاكرا لطف عمله ايام زمان. سمعت التجأ الى سورية وعمل في اذاعتها. واعتقد صديقي قيس المعزة يعرفه. روى لي صديق ، اعتز بسلوكه ، وأخلاقه ، وشهامته ، هو شوقي حسن الصوري ، رحمة الله عليه ، كان طالبا في دار المعلمين العالية فقال : اتصل بي تلفونيا زملاء معي في الجامعة ، ونسيت اسماءهم الا اني اتذكر منهم واحدا من بيت العزاوي وقالوا له : السنا عراقيين مثلكم ؟ أما ناضلنا معكم ضد العهد البائد ؟ ما السبب اننا لا نستطيع الدوام خوفا من الاعتداء علينا من قبلكم ، ونحن لا حول لنا ولا قوة بعد ان اصبح كل شيء بأيديكم انتم !! صديقي شوقي حسن الصوري ، هذا النجفي الاصيل تألم جدا وأجابه : مساء سأتصل بك بعون الله. في الحال اتصل بمهدي الحافظ والذي كان طالبا معه واخبره بما حدث. اجابه مهدي الحافظ: عليهم ان يداوموا ولا خوف عليهم. اتصل صديقي شوقي حسن الصوري بأحدهم ، وأعطاهم كلام شرف ان لا احد يمسهم بأذى. في اليوم الثاني اتوا الطلبة الاربعة للجامعة ، وكان صديقي في انتظارهم في نادي الكلية ، وجلسوا في النادي اسوة بغيرهم ، ولم ير الا تجمعا من الطلبة الشيوعيين بمعية مهدي الحافظ ، تتجمع حولهم وانهالوا عليهم بالضرب ، وابن النجف يتلقى ضربات من رفاقه بسبب الدفاع عنهم ، وأخرجوهم من الجامعة بشق الانفس بعد ان تلقوا ضربات مؤلمة وشتائم و اهانات !!!!!!!! تخرج شوقي من دار المعلمين العالية ، وعين في ثانوية الكوت للبنات ، ثم انتدب كمدرس للغة العربية في جامعة بكين ، وأخيرا بائع فلافل في محل بسيط في برلين !!!! تطرقت لهذا الحدث بسبب واحد وهو : زرته كعادتي ونتيجة الصدف مهدي الحافظ كان بزيارة لبرلين وقابله قائلا : بعدك بالشيوعيات ؟ فأجابه شوقي حسن الصوري لكوني لست انتهازيا ولا اريد اكمل الكلام لكونه بين صديقين لكن الاجابة كانت صارخة . بل ولا اريد ان اخرج عن الموضوع الذي انا بهدفه. ذكرت هذه الاحداث الصغيرة لكي يعرف القارئ الى أي مستوى انحدرت كوادر الحزب والذي جاء من اجل : وطن حر وشعب سعيد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 01-27-2016 في 03:09 AM.