ذكريات (القسم الواحد والعشرون) . لجنة الدفاع عن الجمهورية

لجنة الدفاع عن الجمهورية

القسم الواحد والعشرون

فكرت أن اجد تنظيما بعيدا عن سياسة الحزب ، ويخدم الجمهورية التي حققتها ثورة 14 تموز المجيدة. تنظيما ازج فيه الكثير من اصحاب الافكار المتحررة ، والتي تأبى ان تنقاد لأيدلوجية معينة مهما كان نوعها.
فكرت ان نستفيد من هذه الفئة ، ليكون لها جوها المتحرر نوعا ما ، من قيود التنظيم الحزبي ، والذي تسيره ايدلوجية معينة ، وله استراتيجية معينة ، وتكتيك معين.
وأعلنت في احدى الاجتماعات ، عن تجمع من القوى الغير معادية ، الا انها لا تنقاد لأوامر حزبية معينة ، كما لا تخدم تنظيما معينا ! هذه القوى تساند الجمهورية ، وتعادي الاستعمار بكل اشكاله ، وأطلقت عليها : لجنة الدفاع عن الجمهورية.
كان هدفي من هذا ، أن نشارك الكثير من الاخيار في العمل ، لكون الجمهورية ليست احتكارا لحزب ، كما انها ليست ملكا لفئة معينة ، مهما كان نوعها.
استشرت بعض من اثق بهم ، واعتمد عليهم ، لاعتقادي عن تجربة ، انهم يتحلوا بأخلاق عالية ، وسلوك حسن ، من خلال علاقاتي معهم.
لاقت الفكرة تأييدا قويا من بعض الكوادر المستقلة تنظيميا ، اكثر مما كنت اتوقعه ، كما وجدتهم متحمسين لها.
الخميس 2 نيسان 1959 ، قمت بمعونة اصدقاء ، ومعارف ، بنشاط حول تشكيل لجنة الدفاع عن الجمهورية ، فذهبت بمعية صديقي الصيدلي هاشم حبوبة الى البيطرة ، وعرفني بمدير المختبر الدكتور نجم الدين ، وطرحت عليه فكرة لجنة الدفاع عن الجمهورية ، ورحب بها بحماس ، وعرض عضويته ، وبعدها ذهبت بمعية ثلاث اصدقاء ، وهم الموظف الصحي جارالله ، صفاء الخيالي ، والممثل مفلح ، الى جمعية حماية الفنون والآداب ، وتعرفت برئيسها المخرج فتح الله الخيالي. رحب بالفكرة ، وطلب انتماءه ، وأعضاء جمعيته ، للجنة الدفاع عن الجمهورية ، وفي الحال ذهبت بسيارة احدهم ، الى محل المحامي عزيز شريف، ولقيت تأييدا حسنا منه ، وعرض انتماءه.
واجهتني مشكلة المكان ، لعقد اول اجتماع لأعضاء لجنة الدفاع عن الجمهورية. في ساحة لا يحق لنا الا بسماح ، وكذلك الحال في المدرسة ، او في قاعة الجامعه.
اخبرني صديقي الصيدلي فايق كامل ، عن وجود صالة في بيته ، تكفي لحوالي 30 شخصا .
ذهبت بمعيته ، فوجدت المشكلة قد انحلت نوعا ما ، الا أن زوجته السيدة باهرة عبد الجبار (وهية معاونة المديرة في مدرسة ) ارتأت ان يعقد اجتماع نسائي في بيتها ، وفي يوم اخر اجتماع رجالي ، بسبب المكان ، ونال اقتراحها تأييدا .
عقدنا اول اجتماع نسائي في بيت زوجة صديقي باهرة عبد الجبار ، وحضرته حوالي 25 عضوة ، ربعهم معلمات ، والباقي مهن اخرى.
القيت فيهم كلمة ، شرحت فيها ابعاد الجمعية ، وأهدافها ، ونالت تأييدا من الحاضرات. وانتخبن من يمثلهن ، اتذكر منهن المعلمة باهرة عبد الجبار ، وأميرة محمد علي.
ثم بعدها بيومين عقدنا اجتماع رجالي اخر في مقهى الدفاع ، وحضره عدد من المحامين
والأطباء ، اعني كلهم اصحاب شهادات عداي انا المفلس ، وكنت انتظر امتحان الوزاري بشوق هههههه
رشحوا 7 للرئاسة ، وأنا أحدهم ، وبتصويت سري فاز اخوكم المفلس ههههههههههههه
ذهبت واحمل الخبر الى السدة ، الى مطبعة اتحاد الشعب ، لنشر الخبر. التقيت صدفة مع عضو اللجنة المركزية عبد القادر اسماعيل وفاجئني بقوله : صلاح انت شاب صغير ، ولا تملك حتى شهادة الخامس ثانوي ، كيف ينتخبوك رئيسا !!!! هل محامين ، هل اطباء ، هل مهندسين ، اني اشوفها واكفة.
كم انزعجت من قوله ، ضرب كل نضالي عرض الحائط !!! ودعته منزعجا ، ورفضت نشر الخبر بجريدته ، والتي هي جريدة الحزب.
اخبرت الكوادر المتفتحة في الالوية الاخرى وبعد اقل من اسبوعين تشكلت لجنة الدفاع عن الجمهورية في 13 لواء.
عقدنا اجتماعا موسعا ، حضرته الوفود عن 14 لواء ، وفي انتخاب سري ، انتخبت رئيسا لها ، أي حزت على 13 صوت ، لكوني اعطيت صوتي لمندوب البصرة. تذكرت في الحال الرفيق عبد القادر اسماعيل هههههههههههههههههههه شر البلية ما يضحك.
في 28 نيسان عام 1959 ذهبت لاتحاد النقابات ، واجهت جعفر قدير حول اشتراك لجنة الدفاع عن الجمهورية بمهرجان واحد ايار ، كما التقيت بصادق الفلاحي وتحدثنا ورحب باشتراك لجنة الدفاع عن الجمهورية في احتفالات واحد ايار.
فاشتركنا رسميا في احتفالات واحد ايار ، والفخر لكل الاعضاء ، والعضوات الذين هيئوا سيارة كبيرة ، والمخرج الاستاذ فتح الله الخيالي ، اخرجها كعروس ههههههههه
سهرنا جميعا حتى الصباح في المسيرة التي لا انساها ، والتي بدأت من باب الشرقي ، وانتهت بباب المعظم ما بعد الساعة الرابعة صباحا.
(( املك صور تدعم قولي وسأحاول تنزيلها هنا ان تمكنت بعون الله. ))
العجيب ، رفعت شعارات بتأييد من الحزب الشيوعي ، وجدتها ليست في صالحه ، وستعجل في انتكاسته ، وهو في نشوة النصر !!!!!!!!
(( عاش زعيمي ، عبد الكريمي ، حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي )) !!!!!!!
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
ليت من يصلح العنوان ويجعله : القسم الحادي والعشرون بدل الثاني والعشرون

يتبع