؛
؛
في كل محطة تمشيك صوب حتمية الخاتمة ، يتقادم قلبك رويداً، رويداً ..
يتقاطر حنينك لأشيائك التي كنتَ تحبها ، للأشياء الحميمية التي كانت تلتصق بك كالتصاقك بذاكرتك ،
كبرت أكثر وبدأت الصور التي كانت تُمرّغ تفاصيلها في محاضن عينيك تنكمش ..
تنكمش؛ ليحل محلها صورأخرى أقل جرأة وأضيق إتساعاً من لعبة طرية باتت في سرير طفولتك ،
أو مذاق كعكعة غنيّة بالسكر أدفأتها لك أنفاس جدتك ..
شيء فيك لازال ينبض بلون الحياة الخافت ، ينبض ليلملم ماتبعثر من رغائبك فوق الرمال الكثيفة ،
لازلتَ تحاول أن تتقشر من شراسة الوقت الآفل بقطعك ، الواحدة تلو الأخرى ..
تجلس على شاطئ قلبك ، تجتر حركة المدّ والجزر ، وتفتح ذراعيك لرذاذ الموج الآتي من البعيد ،
تحاول أن توهم نفسك أن رقصة نبضك لم تفقد رشاقتها وإثارتها ،
أن نبضك بخير طالما نبرة موسيقاه تعلو وأنت تصعد الدرج مسرعاً ،
وليتك في سَكرة هذا الوهم تشعر بإبرة المدى الحانية وهي تغمزك بلطفٍ ؛
فماعليك وقتها سوى أن تتنفس هواء الحقيقة الصادق ، تتنفس لون السماء عميقاً .. ،
هو حق رئتيكَ في الركض في سرمدية الربيع ، هو حق قلبك في السمو فوق تجاعيد المحطات ..
هو حظك الجميل من الحياة ..
حظك الذي ستشده إلى صدرك بقوة قبل أن يحتفي بك التراب .
/
منية الحسين
وليدة اللحظة