اتفقنا أن نتراشقَ بالكرز
و نحلب العنبَ
و تتحول لشمعة
كلما نفخت عليها ابتسمت
وأصير سيقان شجرة
أحمي جفنك في الشتاء
و أغلق شقوق الجليد في صوتي
يتشقق الكلام بين أسناني
تصير العصافير أسراباً
كأنها هاربة لعرس ما
لعنة أغنية تكبس على شفتي
كوجه يمر من الصورة
و يقيس تثاؤب رموشي
لن أفكر بك هذه الليلة
سأنكمش في ثوبي
وأعدّ زهرات عرسي على مخدتي
لن أشرب القهوة
و فيها طباعك المرة
سيضيق الحلم
كي لا ينكسر زجاجه
وآية الجمعة سألفها في خرم مائدة
كانت فاترة كشواهد الأرق
الغيم كان أزرق
و كنت الحصان الوحيد
سافرت إلى هجرة
لتقطع مشيمتي من يد الجواب
قسمتني إلى هواية الهروب
وهواية القصيدة
كنت أنقع صوتي كل صباح باسمك
ليتحول لساني إلى غرفة خضراء
صرت دالية وياسمينة تفرح الشبابيك
هل يجوز للشفاه
أن تحفر وشمها في جسد عاشق
تهدهده بدالية القبلات
و تنام في العراء
ترشق الحديقة برسائل قصيرة
لا تخفي عنقها الملون بقوس قزح
في مساء ما
تترك ضحكتها على باب مرسمك
و تضع حزنك في كأس مثلجة من الويسكي
ماذا سأسمي الاشياء الجديدة
بعد أن قتلوا فينا الوطن
صدقوا إن قلت لكم
إني بارعة في صناعة الحزن
أحول قلبي إلى طحالب
لأتفكك قطعة قطعة
في سيرتك الذاتية
أن تحبط بأربع جهات
لن تستعيد الزمن من أذنيه
هي الأشجار تغيب عن الوعي
وترفو خيالها في غرة العشب
سأجوب كل مدن القصيدة
وأكرر محاولات ثقب الصدى
وألبس فستاني المتسخ من فرط أصابعك
كنت على وشك أن أطعمك حبة تين مجفف
وقلت لي سآتي كمهزوم حرب
أضاع طرقاته في زبد البحر
سافقئ عين الحزن
وأنام في خامة
يجهزها رسام مبتدئ
وأنسى أنك العسرة في مشيتي