أيها المنفيّ في أقصى يساري
فيكَ قلبي قد أطال الإنتظار
فيكَ فاض النهرُ شِعرا يرتوي ماءَ الخيال ِ
واستحالَ الصمت شهباً في سجيّات الظلالِ
ياانتصاري .. ياانكساري ..
يارنين الخفق في جنحِ السّكاتِ
بتّ أرْنو وجهكَ الوضّاء يدْنو منْ سمائي
قد ْيَمسّ الهُدبَ صيبٌ من بريقِ الأرجوانِ
أو يُصَبُّ الضوءُ شوقاً في خفيّات العيونِ
ينزع الأشواكَ من مجرى الجفون ِ
يغمر القلبَ المعنّى بالبهاءِ
باشتهاءِ
عسجدٌ يفري شحوبي في خريفِ الزاهراتِ
قد يُسيل اللونَ صُبحاً في عتيم الذكرياتِ
أو يداوي نسغ عُمري من شتات
من ممات ..
هل تلمني
لو نفقتُ العمرَ في وهمٍ جميلِ
لو زرعتُ اليأسَ شمساً في الأصيل
أو تَسامى بي شعاعٌ يَعْرج الرّمش الظّليل
لو رجوتكْ في صلاتي ..في ابتهالي ..
في سهادي ..
لو وشمتكْ فوق كفّي بسمةً أو دمعةً حرّى تغنّي
أو خميلاً ملء زهرِ الأقحوانِ
واعتصرتُ العطر موجاً
سلسبيلا ًمن سماواتِ الجِنانِ ؟
في الشّذا ثلجٌ لصدري .. فيه بعضٌ مِن أماني
هل تلمني
إن رقصتُ الحزن سعداً واحترفتُ النار بُرءاًً
في وميضٍ من دُخانِ
واخترعتُ العمرَ كوخاً فوق شطّ من حنانِ
هاجعاً في العمقِ منّي .. سابحاً خلف الزمانِ
واستقيتُ الغيمَ خمراً في كؤوسٍ من فضيضٍ كالجمانِ
وارتوينا من حليبٍ كالزّلالِ ؟
يانديمَ الروحِ
قد أغمضتُ عيني
هل تراني في رحيلِ البيْنِ عنّي
في هزيعٍ هام ليلي
هل سمعتَ اللحنَ يشدو دِفق وجدي
أم تلاشى عزفُ نبضي في أنينِ الخيزرانِ ؟
__________________ منية الحسين
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 05-03-2016 في 10:58 AM.