المزمار السحري وأشياء أخرى

يحكى أن الفئران والجرذان غزت مدينه وتكاثرت وتناسلت فملأت البيوت والدكاكين ..وكبرت حتى صارت تهاجم الأطفال تقرض أصابعهم والأذان..حار الناس بأمرهم حتى سمعوا بساحر عنده مزمار سحري ينقذهم من المصيبه..قالوا له..ياساحر الزمان أنقذنا من الفئرانقال ..كل شئ بثمن قالوا نعم..فاتفقوا أن يعطوه الكثير من الأغنام وجردل يملأونه بالفضة والذهب..صباح اليوم التالي سار الساحر في شوارع المدينه ينفخ بمزماره من غرائب الألحان فتخرج الفئران من جحورها تتبعه حيثما كان..وجال في كل شوارع المدينه وأزقتها تتبعه قطعان الفئران والجرذان حتى قادها الى النهر ونفخ في مزماره لحنا أوحى لها أن النهر جنة الجنان فقفزت اليه من غير عوده..جاء الساحر يطالب بأجره فرفض أهل المدينه قائلين ..أنت لم تفعل غير عزف الألحان..غضب الساحر فانتقم من أهل المدينة أن عزف في الشوارع لحنا جذب الأطفال الى النهر فصار الأطفال طعاما للأسماك والحيتان..
تغير الزمان والمكان..جاء مجموعة من السحرة يجوبون شوارع المدن يعزفون على زمامير السيارات فهرب الجنود يسبقهم كبار القادة الشجعان ..تاركين بزاتهم العسكريه وأسلحتهم فصارت المدن أسيرة تملأها الأحزان

بالعراق مدينه..اسمها الفلوجه ..هزمت بريطانيا قبل عقود من الزمان..وتوالت الحكومات فلم يلو ذراعها انسان..هزمت أمريكا حتى نكست لها الأعلام..حاول الكثير لوي ذراعها فاستعصت رافعة الأنف عاليا ..نسمع اليوم من جرذان أن الفلوجة موطن الأرهاب وبلاء على المسلمين والأنسان فيجب محوها..لاأدري هل يمحون مدينة أم أهل المدينه..؟؟عجبي لمن لايقرأ التأريخ ليرى أنها مدينة تحطمت على صخرتها جيوش عبر الأيام والأزمان