تكدَّس الكثير منِّي مذ رحلتِ هناكَ، في أماكنَ بتُّ من سُخريتي أطلق عليها الأقباءَ!!!
أقباء عزلة..أقباء غربة.. أقباء رحلة مضنية لمَّا ينتهي ضناها إلا بك.
في تلك الأقباءِ المتعرجة التواءً ارتابت له نفسي! تخيلي..
عرَّش عوسجٌ جدرانها، حتى تماهت أغصانهُ الغضةُ أشجار ترقبٍ بريبة لا متناهية الارتياب.!
إيه...
على كل حال، لن أغرَق فيَّ هكذا من أولى رسائلي بعد غياب أطلتهُ بصلافة شعوري قاصداً متعمِّداً،
لأدعكِ -وكما عادتك- تسحبيني من إحداثيات ذاتي إهراقاً حارَّ الانسيابِ والأسلوب..
مع علمي، أنني سأخسر جولات كبتي وصمتي كلها أمامَ عينيكِ الملائكيتين!
عدا أنني.. إن ناديتُ باسمكِ بيني وبيني تكوَّرَ التوقُ بين روحي وقلبي، كإعصارٍ عصف بآلامهِ المبرِّحةِ كيانَ آدميَّتي عالمهم هذا!
إذ لطالما نظروني بعينٍ مشدوهةِ المرائي.. وما علموا أنكِ في الضميرِ تقبعين ، وفي جدران الشرايين حُفرَ نبضكِ حياةً تعتريني...