يماريني خيالها يهمس في أذني الفجر موعداً للسكينةِ، ممهوراً بأحجية اللقاء! فتترقبها حواسي أهبةً من حنين توغل حد اشتهاء الروحِ العالم الآخر.. وحال أنتظرها بملء كياني، مستحضراً كراساتِ خيالي ويراعيَ الملهَم مدوِّناً ماورائياتِها المحببة، تبزغُ عالمي مع أولى خيوط شمسها الأنورِ ليدخل دفؤها شرايينَ قلبي حقبةً من آمالٍ تترى كنهَ الدماء تحدثُني بشفافيتها المعتادة تحدثني بلغاتٍ شتى.. أوغلُها في أعماقي تلك التي تميس لنبراتها كؤوس الغاردينيا في بلاد الياسمين.. وتحلِّق أمداءَ تعابيرِها أسرابُ السنونو عاشقةً لسمائها الوضاءةِ إبان الشروقِ الأبهى هذه الدنيا.. ** وما أن تمر بخاطرها هنيهةُ حزن دفينٍ.. تلملم العبراتِ في مآقيها الأصيلة تكفكفها.. ولو آلت إلا الانحدار بحرقةٍ بخَّرت بحورَ المُنى تارةً من شجنٍ مهولٍ لا يستكين!! ** توحي لفضولي بآلافِ الأسئلة المحيِّرةِ، فضلاً عن تكهُّناتٍ لا متناهية المرامي..! وكلما شرعتُ بإيراقِ القريرةِ عطراً مستَطاباً على شغف السؤالِ.. رمقتني بلحظها الفتانِ الوسيع... فسرحتُ آفاقاً لوَّنها أصيلُ الشمسِ قبيل المغيبِ انعكسَ خيوطاً ذهبيةً غمرت حقولَ قمحٍ آن حصادهُ... ولاتَ من حاصدين..! ليُجيبَني غسقُ الذكرياتِ بعيدَ اضمحلالِ صورتها رؤايَ المفجوءةِ بآلامِ الرحيلِ أكابدُ ليلاً استعلى بالحلكِ شأواً من مرارةٍ، كبَّلتني ذاتَ وحدةٍ لا تدركُ تصعُّرها أرواح الكائنات.. ولا هم يشعرون....!