بيت لحم-معا- وصف الدكتور شاهر عواودة، القائم بأعمال المراقب الدائم لمنظمة التعاون الاسلامي لدى الامم المتحدة في نيويورك اختيار اسرائيل لترؤس اللجنة السادسة بالجمعية العامة بمثابة انحدار خطير واستهتار بالقيم الاممية، وتكريس لازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية.
ويذكر انه قد جرى اليوم اختيار سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة المتطرف داني دنون لشغل منصب رئيس اللجنة السادسة في الجمعية العامة التابعة للامم المتحدة والمعنية بقضايا مكافحة الارهاب ومراقبة التزام الدول بالقانون الدولي واتفاقيات جنيف الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب، وذلك بترشيح من مجموعة دول غرب اوروبا. ووفقا للتقليد المتبع، يتم تداول المنصب بين المجموعات الاقليمية، وقد تم منح هذا المنصب هذا العام للمجموعة المذكورة والتي تضم دولاً اوروبية الى جانب اسرائيل واستراليا ونيوزلندا وتركيا وغيرها.
وبرغم انه عادة ما يتم اختيار رئيس واعضاء اللجان بالتزكية، الا ان المجموعة العربية والاسلامية طلبتا ان يخضع اختيار رئيس اللجنة السادسة للاقتراع، حتى يتم نزع صفة الاجماع عن المرشح الاسرائيلي، وهو ما تم بالفعل قبل ان تصبح اسرائيل رئيساً للجنة المذكورة خلال الدورة القادمة للامم المتحدة.
واضاف عواودة ان هذا الاختيار يشكل تشجيعاً لاسرائيل على الاستمرار في جرائمها وانتهاكاتها، ويمنحها غطاءً لمواصلة افعالها المشينة، مذكراً ان منح الجمعية العامة المجموعات الاقليمية حق تداول المناصب يقترن بمسؤوليات ينبغي على الدول مراعاتها عند ترشيح دولها للمناصب الدولية، وقال ان اختيار اسرائيل لهذا المنصب يشبه ترشيح عصابة مافيا لمنصب دولي يعنى بمكافحة الجريمة، او كترشيح نظام فصل عنصري لمكافحة العنصرية.
ومن غير المتوقع ان يؤثر اختيار اسرائيل على عمل اللجنة ولكنه يمثل استفزازاً صارخاً للامم المتحدة واستهتاراً بقيم الحرية والعدالة.