ألحـان
هرعنا بـٳتجاه النـافذة . فتحنا مغاليقها على مصراعيهـا . ٳزدحمنا على سرير أسفلها كان يحاذي أشرطة النور المارقة عبر أوراق شجيرات الحديقـة المرشوشة بالنـدى . تسابقت عيـوننا وٳيـدينا مشيـرةً لـذلك الطائر الجميل الذي أيقظتنا عـذوبة شدوه .تمايلت رؤوسنا معه طرباً . طارت أرواحنا في متاهات الشعـور بالغبطة . نسجنـا أجمـل أحـلام اليقظة . نصف ساعـة ونحن نستحـم بشلالات الألحان الساحرة . متصابرين على وخز قشعريرة أجسادنـا ببرودة النسيـم الذي ضختـه إلينا إحدى الصباحات الصافية لآذار . لكن الذي فاجئنا وٳبتلع جمال لحظاتنا ، هـو ذاك الغـراب الذي كان يحـط أعلى نفس الشجرة . المسكين فهم تحايانا بصورة خاطئة . أراد أن يحيّينا بأحسن منها . غيـر أن صوته جاء نعيبـاً . وخفق جناحيه كان تصفيقـاً ناشزا". افترقنا بسببه بحنق وبحواجب متقطبة . إبتلع نعيبه متألما" خجـلا" حينما عـرف ٳنه كان سببـاً في وجوم وجوهنا . وعرف أيضاً ٳنه لم يكن سببـاً في كل ما أبديناه مـن سرور قبل قليل , فارتحل الى مكان آخر .