مشيت بخطوات بطيئة كصياد رأى سرب حمام بري يتناغى على أغصان شجرة
فوجدتها هناك وقد سبقتني والقلق يبان بوجهها..
خيراً سيدتي ما الذي أتى بك هنا؟
في انتظار أن تمرّ على شجني
ترصّف الكلمات
وتنفث تبغها
في رئتيّ
عند موعد ريح آتية
كيف يكون هذا وهل الرسم مسألة مرور على الشجن أو درج ألوان من فرشاة أعمى؟
ان شئت توزّع في دمي ........
كما لم يتوزّع أحد قبلك...
وشاكس كلّ مساءاتي.....
وارس بمراكبك على مرافئي...
فلغيرك ما جعلت أيّامي أرصفة....
وامهلني أيّاما....
ثمّ اعطني فرصة للكتابة....
فالحب لعبة المجانين....
سأبدأ حين يجن الليل وتغفو سنونوات الوجع لأنفذ الى فضاء روحك وهي تقاسم وجيب الصدر بآهاتٍ متموسقة مع قطرات تنزل تترى من مآقي طالما أتعبها انتظار الغياب
وغدت الرّوح موزّعة بين أنين وغياب ...
فدع يا رفيقي الدّمع يموج حارقا على وجنتيّ...
ولا تسل عنّي أحاديث اللّيل...
للوجع غابات ونحن نرتدي فيها رداء الحلم
بيني وبينك بوح قديم...
يجمع ألقا متوهّجا من كلّ الألوان...
فيصبغ الرّوح بأردية من الأحلام...
لأني ياسيدتي والحبر سيّان فكلانا سيغرقه البوح حين يتجمل الكلام بلون الروح
أخاف أن تغرق القلب في بوح فياّض.
...أخاف أن تغرقني في وهيج الكلام..
أخاف أن أبني منك ملاذا وأنسى يتمي
فتمضي في لعبة الحبر....
لاتبني ملاذاً لليتم بل إبنِ بوتقةً من نبضات لفصولٍ ذهبت سدىً ولم تحفظ شتات حرفٍ يزرع في محيانا البسمة
والشّجن موغل
والرّوح براري غيم
خلعت كلّ الفصول
غطّت الصّحو
ولم تترك ركنا ساكنا
حبلت من بذورها
نسجتَ نبضي
وعرقي
وكَتَبتَني بمدَاد الوَجَع
أفرغتني منّي
وغَدوتَ سَرَابا ماَردا
توقظ حلما نائما
ولطالما كتبتك ورسمتك بحبر المآقي على ورق الزيتون ونقشت الدعد في حنايا ضلوعي
وأهديتك صوت البسمة
يهمي على قلوبنا
فنزهو عندما
يضيق الإمكان
ونأخذ بأعناق الفرح الواهم
ونختطّ مسارا
لنولم أعراسنا
وندوّن يومياتنا
بالصّفاء
بالحبّ
دوّني ما شئت دعد فلا بقاء الا لما نكتب والتفتي لتلك الشجرة خلفك وانقشي اسمينا لئلا تكون شاهداً على الوقت
فالصمت صار لحافي
لك أيها الملتحف صمتك.
لك ما تربّص بي في هذه الليلة البيضاء
فأنت من تمنحني دوما شهوة الكتابة بألمها ومزالقها .
فأنت أقرب لي منّي وأنت من تقلّب أعماقي وتجيد افلاتها كلّما رمت لجمها...
مكثت عصوراً بين الحنايا أناكف النبض أُشظِّيه وأتشظّى ممنياً النفس لعبة ترسمني بماءٍ لايُمحى ولا ينافسه ليل
فيا أيها الرّاحل في النّبض ما عاد لي منك غير مرافئ خالية خاوية ومدائن عشق مبنية على وهم دعني لليلي ولا تنافسه فيّ .
إن قلت يا دعد الحسان ملاكي
فهل استكان بخاطري إلاّكِ؟
فكم أؤثر كلامك الجميل
يوقد فوانيسه
يدرّ مواجده
يلملمني
يدثّرني
يأخذني الى السّماء
ويصوغ العمر جنائن أقحوان
ويحتمل كلّ أحزاني...
فقل كلاما جميلا
لعلّ العمر يطول...
ويطول...
طلاسم هذه الخطوط التي تركتها خطواتك على دفاتري أشعلتْ سجارتي ورسمتْ دخانها لتلحق بها نواظري علِّي أجد ما أبغي في نهاية المطاف لأقرأ الطالع في حنايا ذاكرتك
تعبت وأنت تتمدّد حول دماغي وتشهد كسوفي
وأنا...يا أنا...
كم يصيبني الخرس منك وأنت تنبثق عليّ باردا كالموت لتضيع في حنايا ذاكرتي لحظات ثم تعود في اصرار لتعشّش في مسامي وتسدّ منافذها..
أمشي إليك كفيفة الخطوات مدجّجة بوجلي ومن خجلي
فلماذا كلّما عَبَرتَ أضأتَ الأسى وأحرقتَ أصابعي وهي تكتب متلمّسة وجدها عندك .
وكم من عواصف الوجد أطاحت برأسي وهو منكب على دراسة مساماتك التي يغزوها الخجل ولكن شموع أوردتي وشرايينها تضيء الأسى في كيانك
تفاقم في الرّأس
فلا مفرّ
وتدفّق ماشئت
في مجرى الدّم
وفي الشّريان
واسكن كلّ ذرّة من كياني
فالتّوق إليك إذا ماهفا
ارتبك خطو وتعثّرا
ها أنذا بين الريشة والألوان أرتب نبضي على أوتار عينيك بصبغة الزيتون وأحاذي سنابك التوق كي لاترتبك الخطى حين يحتضر الوتين وأكون
لمّا جئتني
صارت مسالك الفرح
ممتدّة في روحي
وقد كنت قبلها أسأل
لماذا صارت حلما عصيّا
ولماذا كلّما رمت الفرح
عاد أدراجه
وعاكسني
لأن اللوحة اكتملت بعنوان (وماذا لو أرسم منوبيا)
شاكر السلمان 21/8/2016