اختارت هذه الآية شخصية استغرقت زمنا طويلا وعزما وإصرارا وصبرا وجلدا على إتمام مهمة . واختارت الآية امرأةً دون الرجل لما للمرأة من الصبر والتحمل وعدم التضجر أكثر من الرجل . ولذلك كانت المرأة هي التي تقوم بالغزل في الماضي كما كانت النساء والبنات يقمن في قرانا بصناعة الأطباق من سعف النخيل . تخيل امرأة ظلت تعكف على غزلٍ لها أياما عديدة حتي أوشك على النهاية . تخيل ما بذلت هذه المرأة من جهدٍ وطاقةٍ وعزيمة لا تلين . كم حرمت نفسها من الأنس مع صاحباتها وكم أصابها من آلام العضلات وتركيز النظر والمخ في شغلها . هل يُعقل أن تنقض غزلها وتبعثر خيوطه فجأةً ودون مقدمات؟ هل يُعقل أن يذهب ذلك المجهود الجبار سدىً؟ إنه حقا لشيئٌ مؤلمٌ يبعث على الأسى والأسف أن ينهار ذلك الصرح العظيم دفعة واحدة . هذا ما يحدث تماما عندما ننقض عهدا أو اتفاقا أو ميثاقا أبرمناه مع جماعة وأشهدنا عليه الله . تبهرني قوة الأمثال وجمالها في القرآن الكريم .