و أوحى ربك إلى النحلِ أنِ اتخذي منَ الجبالِ بُيوتًا ومنَ الشجرِ ومما يَعرُشون* ثم كُلي من كلِّ الثمرات فاسلُكي سُبُلَ ربِّكِ ذللاً*يخرج من بُطونِها شرابٌ مختلفٌ ألوانُهُ فِيهِ شِفَاءُ للنّاسِ إنَّ في ذلكَ لآيةٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُون
عندما تموت الملكة تبدأ شغالات الشمع بناء عدد من الخلايا الملكية وهي ذات شكل مميز شبيه بإصبع القفاز.
وتقوم الشغالات بتربية عدة يرقات ملكية في آن واحد بتلقيمها الغذاء الملكي .. وما أن يتم فقس أول بيضة عن ملكة، حتى تبدأ حملة قتل جماعية تستهدف جميع عذارى الملكات التي لم تنته من تطورها بعد.
فالتشريعات في مملكة النحل تقضي بأن لا يبقى في المملكة الواحدة سوى ملكة واحدة فقط .
أول ما تقوم به الملكة الجديدة ضمن استعدادها لرحلة الزفاف، وهو قتل منافساتها من الملكات.
فإذا تصادف أن خرجت ملكتان في آن واحد، فإنه يحدث بينهما نزال ينتهي بموت إحداهما .
وبعد أسبوع من الاستعداد والتجهيز، تبدأ مراسم الزفاف الملكي.
فتغادر الملكة الخلية وتحلق فوقها من جهات عديدة، كي لاتخطئ طريق الرجوع بعد الانتهاء من عملية التلقيح.
ثم تقوم ببث عطرها الملكي الجذاب المثير، وترسل أنغامها الرنانة المغرية.
ويبدأ الطيران، وتلحق بها الذكور بعزيمة ونشاط.
وكلما أوشك أحدهم على اللحاق بها، زادت سرعتها وارتفعت في الفضاء.
ويتساقط بعض الذكور واحدا تلو الآخر حين يعجزون عن اللحاق بها.
ولا يبقى معها إلا قلة من الذكور.
وهنا تنطلق بأقصى سرعة تستطيعها، وترتفع لأعلى مسافة يمكنها بلوغها.
ويظفر بها أقواها بنية، وأجلدها على تحمل المشاق.
ويتم تلقيحها وتنتهي مراسم الزفاف الملكي بعد 15 - 35 دقيقة من بدئها.
وتعود الملكة العروس جارة خلفها تركة عريسها الفقيد، الدالة على نجاح الزفاف.
إذ ينفصل عضو التذكير، ومعه جزء من أحشاء الذكر المسكين فور الانتهاء من التلقيح.
وينـزف ذكر النحل حتى الموت.
وتعم الفرحة أرجاء المملكة، وتبدأ العاملات بتجهيز عيون شمعية جديدة استعدادا لوضع البويضات فيها.
ويقدر العلماء أن الملكة تضع حوالي 200 - 250 ألف بويضة في الموسم الواحد، وتترك وراءها قرابة مليون بويضة قبل أن تخطفها يد المنون .
ما الحكمة من هذه الرحلة الخطرة التي تقوم بها الملكة؟ ولماذا يستلزم الزفاف وجود مائتي ذكر؟
والحقيقة أن أحد الذكور المائتين سيكون أباً لجميع نحل الخلية التي ستظهر خلال سنوات أربع أو خمس قادمة.
فلو كان الذكر ضعيفا أو ذا صفات وراثية غير جيدة، لأدى ذلك لانقراض المملكة خلال شهورها الأولى .
" صنع الله الذي أتقن كل شيء "النمل88