الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله
=======================
عندما أخلد إلى نفسى وأتذكر ذنوبا اقترفتها فى الماضى وأتوجس خيفة أن الله لن يغفرها لى ، أعود إلى نفسى وأتذكر أبا البشر جميعا وأول الرسل سيدنا آدم عليه السلام . إن كنت وُلت طفلا فقيرا أو متوسط الحال فى بيتٍ متواضعٍ فقد خُلق سيدنا آدم رجلا شابا فى وسط جنةٍ عرضها السموات والأرض ووجد زوجته بجانبه ولم يشق ولم يكدّ بل قيل له "اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما.." . ترك آدم الأشجار فى جنة عرضها كعرض السماء والأرض واتجه إلى شجرةٍ لا تشغل من الجنة إلا بمقدار ما تشغله شجرة ليمون أو برتقال . ولو كان فى هذه الشجرة فائدة لما حذره الله من الاقتراب منها . إن الله الذى أتاح له أشجار الجنة جميعا لم يكن ليضن عليه بثمار شجرة واحدة . رغم أنه لم يكن شقيا فى دنيا مثلنا ورغم أنه يرى الله والملائكة رأى العين ، وأن له ألا يجوع فى مسكنه ولا يعرى ولا يظمأ ولا يضحى اقترف سيدنا آدم أبو البشر ذلك الذنب . وعندما تراجع واعترف بذنبه وشعر بتأنيب الضمير ولم يصر على خطئه تاب الله عليه . إن خطاياى مهما عظمت لن تصل فى فداحتها النوعية إلى ما ارتكبه أبو البشر . فلم لا أتوب توبة نصوحا إلى الله وأنيب إليه..إنه هو التواب الرحيم .