أميبا وما كنا عن الخلق غافلين ============ إن آيات القرآن تحمل أكثر من معانيها الظاهرية . وهذه الآية ، في رأيى ، تشير إلى العصور السحيقة في عمر الأرض . والذى يتصوره العلماء تطورا في الخلق لا يعنى بالضرورة أن الأميبا ، الوحيدة الخلية ، هي التي تطورت إلى الإنسان وإلى سائر الحيوانات . وأحد الأدلة على ذلك هو بقاء الأميبا كما هي إلى يومنا هذا . ولكن الآية القرآنية في مفهومى تشير إلى تطور الكرة الأرضية نفسها أكثر من تطور المخلوقات . فالأرض قبل خمسمائة مليون عام كانت ، ولا شك ، غير الأرض قبل خمسمائة ألف عام . مرت دهور طويلة جدا على الأرض إبان انصهار مكوناتها من المعادن ودمجها مع بعضها البعض وترتيب طبقاتها . ولقد اتسمت تلك العمليات بالعنف الشديد والزلازل الجبارة والبراكين الهائلة وما تبع ذلك من عصور طويلة استغرقتها مكونات الأرض في انخفاض درجة حرارتها من درجة الانصهار والغليان والسيولة، تدريجيا ، إلى درجات الحرارة العادية ثم إلى الصقيع والجليد دهرا... هل كانت تلك العصور تصلح بيئةً لخلق الحيوانات ومن ثم البشر؟ بالطبع لا . وفى نفس الوقت لم يكن الخالق غافلا عن الخلق فخلق في تلك العصور ما يلائمها . لم يكن ليصلح مخلوقٌ مؤقتٌ في تلك البيئة العنيفة بل مخلوقات خالدة أقوى من الموت تعيش حياةً أبدية ولا يوجد في قواميسها شيئٌ اسمه الموت . ومن أجل ذلك كانت الأميبا بأنواعها والفيروسات والبكتريا والكائنات الوحيدة الخلية هي سيدة تلك العصور . وذلك لخلوها من الأعضاء المعقدة في تكوينها ، فهى خلية وحيدة كلما أدركتها الشيخوخة انقسمت وعادت إلى الطفولة من جديد..وهكذا . وقد وُجدت تحت طبقات الجليد فى القطب الشمالى فيروسات غطت نفسها بأكياس ونامت داخلها منذ ثلاثة عشر ألف سنة . كما وُجدت باكتيريا تحت تراب منجم منذ مليون عام وبُعثت إلى الحياة من جديد !!