ترى ، لو أن تاجرا موسرا أو موظفا كبيرا يسكن فى القصر الفخم فى الشارع الكبير ، وفى داره نفائس التحف وروائع الفرش ، ثم أراد أن يتخلى عن ذلك كله لله ، هل يجد زوجة توافقه على ذلك ، وترضى به ، وتعيش معه فى غرفتين فارغتين فى حارة ضيقة ، وتأكل معه الحمص والفول بعد المائدة الحافلة ، وتمشى على رجليها بدل سيارة الكاديلاك الخاصة ؟ لا أظن أن زوجة ترضى بهذا ، اليوم . أما فاطمة التى انفردت بين نساء التاريخ جميعا بأنها بنت ملك وزوجة ملك وأخت أربعة ملوك ، يحكم كل منهم عشرين دولة من دول هذه الأيام...فاطمة ، هذه قالت لزوجها بعدما سألته وعرفت مقصده ودوافعه: _ اصنع ما تراه ، فأنا معك ، وما كنت لأصاحبك فى النعيم ، وأدعك فى الضيق ، وأنا راضيةٌ بما ترضى به .