طعامُ العرب الطعام ضروب . والدعوة اسمٌ جامع . ومنه العُرس والخُرس والإعذار والوكيرة والنقيعة . والمأدُبة اسمٌ لكل طعام دُعيَت إليه الجماعات .
وجاء فى الحديث : " القرآن مأدبة الله " . وقد زعم ناسٌ أن العُرس هو الوليمة لقول النبى (ص) لعبد الرحمن بن عوف : " أوْلِم لو بشاة " . ومذمومٌ من لا يجيب الولائم . وطعام الإملاك _ أي عقد قران الرجل _ والأعراس والسُبوع والختان وليمة .
وأما الخُرْس فالطعام الذى يُتـَخذ صبيحة الولادة للرجال والنساء . وزعموا أن أصل ذلك مأخوذ من الخُرْسة ، والخُرْسة طعام النُّفساء . قالت جارية وَلَدت حين لم يكن لها من يخدمها ويمارس لها ما يمارَس للنُّفَساء : " تخرّسى لا مُخرّسة لكِ ". وفى الخُرسة يقول الشاعر :
إذا أسدية ولدت غلاما __ فبشّرها بلؤم فى الغلام
تُخرّسها نساء بنى دُبير __ بأخبث ما يجدن من الطعام
والخَروس هى صاحبة الخُرسة .
والعقيقة دعوة على لحم الكبش الذى يُعَقّ عن الصبى فى سمايته . وكذلك الإعذار طعام الختان . يقال : صبىٌ معذور وصبىٌ مُعَذّر . وقال بعض أصحاب النبى (ص) وهو يريد تقاربهم في الأسنان : "كنا إعذار عامٍ واحد " .
ومن طعام العرب الوكيرة ، وهو طعام البناء . كان الرجل يُطعم من يبنى له ، وإذا فرغ من بنائه تبرّك بإطعام أصحابه ودعائهم . ولذلك قال الشاعر :
خير طعامٍ شهد العشيرة __ العُرس والإعذار والوكيرة
ويسمّون ما ينحرون من الإبل والجُزُر من عُرض المغنم النقيعة . قال الشاعر :
إنّا لنضرب بالسيوف رؤوسهم __ ضرب القُدار نقيعة القُدّام
فأما الدعاء إلى هذه الأصناف فمنه المذموم ، ومنه الممدوح . فالمذموم النَّقَرى ، والممدوح الجَفـَلى . وذلك أن صاحب المأدبة وولىّ الدعوة إذا جاء رسوله ، والقوم فى أنديتهم فقال : أجيبوا إلى طعام فلان ، فجعلهم جَفـْلة واحدة ، وهى الجُفالة ، فذلك هو المحمود . وإذا انتقر فقال : قم أنت يا فلان ، وقم أنت يا فلان ، فدعا بعضا وترك بعضا ، فقد انتقر . يقول الشاعر :
وليلة يصطلى بالفرث جازرها __ يخصّ بالنَقَرَى المُثرين داعيها
أى لا يدعو إلا أصحاب الثروة والمكافأة ، وهذا قبيح .
ومن أشهر الأبيات فى مدح الجفْلة وذم النقرة قول طَرَفة بن العبد :
نحن فى المَشتاة ندعو الجَفـَلى __ لا ترى الآدب فينا ينتقر
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 01-30-2017 في 09:09 AM.