وتناجوْا بالبر والتقوى
============
كما أن فى الطبيعة مناظرُ سارة تبهج النفس وتشرح الصدر ففى البشر أيضا نجد مثل تلك المناظر بل أروع منها . إذا وجدت فئة من الناس تقف منزوية يتهامسون بشيئٍ ما فقد يتبادر إلى ذهنك أنهم لا بد ويتآمرون على شخص أو يخططون لارتكاب فاحشة أو جريمة أو أذى . ولكن لو علمنا أنهم إنما يتناجوْن لمعونة أناس فقراء أو فك أسر أسير أو قضاء دينٍ لمدين أو إعانة يتامى فى تعليمهم أو صرفٍ على أرامل أو إعانة جمعيةٍ خيرية أو التطوع لأى عملٍ صالحٍ يُرضى الله...فإن ذلك المنظر أروع عندى من أغلى لوحةٍ فنيةٍ معروضةٍ فى متحف اللوفر بفرنسا . إن اللوحة فى المعارض جماد لا حياة فيها . ولكن منظر أناس يتناجوْن بالبر والتقوى فيه الجمال الحقيقى الذى يهز المشاعر فهى لوحةٌ حيةٌ نابضة . وهؤلاء هم حقا سلالة سيدنا آدم حينما اُمر الملائكة بالسجود له . لأنهم يقفون هناك يهمسون بالخير والنفع لإخوانهم فى الإنسانية . ولا يعلم أحدٌ فيم يتهامسون ، تحفّهم الملائكة ويد الله فوق أيديهم .