نفس الغرفة لم تتغير معالمها بالرغم من مرور الزمن ، يأخذه الفراغ خلف النافذة ،
رأى تسلل شعاع الشمس كالخيوط ، صنع الزمن صنيعه ، اليوم جاء ليلتقي . انتابه إحساس
مبهم ،حاول قياسه . لم تنزل حقيبته من على ردفه ، تعلق في الوقت ورحل في السماء يرقب سير السحاب ، جره الماضي إلى الطريق ، ود التخلص فأغمض عينيه كأنه يريد الهروب ،
خفق قلبه حين أحس بدنو اللقاء ، ما زال يمسك بطرف الخيط الذي يربط بينهما ، والروح ينازعها السكون ، قد أنفقت الكثير في البحث وها هو يأتي ، كادت أن ترمي بجسدها بين ذراعيه ، سبقتها الدموع فجلست ، ما من سبيل للعاشقين غير اللقاء ،
الآن توقف قاربها عن الطوفان في عرض البحر ، رست على شاطئ وتبقى الكثير من الآهات ،
حان وقت التغريد ، داهمها سؤال هل قسم روحه بيننا ؟ أم جاء بها كاملة ، ودت أن تمنحها الظروف لحظة ،أن تجعل في يدها قبضة ، خشيت أن يفور التنور فيغرقها الطوفان ،عشرات من الأسئلة تتردد ، تمنت لو انتابها النسيان ، وهو ما زال يطوف ويحلق خلف النافذة ،
أعدك يا سيدتي أن أكون لك ، أن أطوي صفحة الماضي سيظل قنديل الحب بيننا مشتعل ، تأخذها ابتسامة تجرها ، لم تستمر ولم تهنئ بها ، قد جئت وأنت متيقن أن نعيش على مبدأ ،
أن نجعل بيننا قسماً لو تركتك ، قال : جئت بالجسد وبالروح ؟. أمسكت بطرف الخيط وألقت به
قالت : لا أود أن تحترق والغيث راح يهطل