سئل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن البر فقال:" البر حسن الخلق" وسئل عن الإحسان، فقال:" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" .
أما بر الوالدين فهو أقصى درجات الإحسان إليهما فيدخل فيه جميع ما يحب من الرعاية والعناية, وقد أكد الله الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن تعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له.
من روائع الدين الاسلامي تمجيده للبر حتى صار يعرف به، فحقا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية، صارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء وأعظم البر ( بر الوالدين ) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد النفل يتكون هذا اللفظ من شقين فلنأخذ كل شق على حده.
إن مكانة الوالدين عند الله ورسوله لمكانة عظيمة، ألم يقل عز وجل وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا فجاءت أحاديث الرسول لتعزز قول الله عز وجل حول مكانة الوالدين وضرورة البر بهم.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها.
قلت ثم أي ؟ قال بر الوالدين.
قلت ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله. متفق عليه
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك.
قال ثم من قال: ثم أمك.
قال ثم من قال ثم أمك.
قال ثم من قال ثم أبوك.متفق عليه
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغى الأجر من الله.
قال : ” فهل من والديك أحد حي؟”. قال نعم بل كلاهما. قال : ” فتبتغى الأجر من الله ؟.
قال نعم. قال : ” فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما .
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك ؟.
قال نعم. قال ” ففيهما فجاهد.
عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال هل لك من أم؟
قال: نعم، قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها .
((ما برَّ أباه من سدَّدَ إليه الطرف بالغضب)) يعني: نظرك إلى أبيك وأمك، يجب أن يكون مؤدباً، كلامك مع أبيك وأمك يجب أن يكون مؤدباً، لو أن في اللغة كلمة أقل من: أف، لقالها الله عز وجل: ﴿ فلا تَقُلْ
لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ﴾ ( سورة الإسراء : 23)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في رَبَض الجَنَّة، لمن ترك المِراء وإن كان مُحِقّاً)) لأن الله عز وجل يقول: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ ( سورة النحل: 125)
الموعظة حسنة، أما الجدال فبالتي هي أحسن.