رفع رأسه ليستقبل خيوط الشمس القزحية الأولى ، بعد يوم من الاشتباكات العنيفة التي أبلى فيها بلاءً حسناً ، ونال عليها ثناء قائده لتنفيذ المهام المسندة إليه بكل كفاءةٍ و حرفية .
لكنه في تلك اللحظة الصباحية نسي أن يضع خوذته على رأسه ، كما جرت العادة ، لأنها كفيلة بحمياته من الطلقات والشظايا .
كان هناك قناص غادر يترصده في الخندق المعادي .
وما أن علا رأسه الساتر الترابي ، حتى بادره القناص بطلقةٍ قاتلة .
ومثل نجم هوى من كبد السماء ، وعانق الأرض التي يذود عنها بجسده
سالت دماؤه غزيرة تروي ذرات التراب .
بالقرب من جسده الطاهر ذوت بنفسجة واتكأت على أديم الارض بسبب العطش الشديد .
روت قطرات الدم جذور البنفسجة ، واصطبغت وريقاتها بلونه الأحمر القاني .
رفعت زهرة البنفسج رأسها من بعد موت شبه مؤكد ، ومالت على جسد الشهيد بحنان وقالت :
شكرا أيها الشهيد إن دمك لم يذهب هدراً .
ومنذ تلك اللحظة والبنفسج يرتدي ثوب الحزن رغم الوانه المبهجة .