كانت اللغة العربية ككنزٍ دفينٍ فى رمال الصحراء أتت الرياح على مجوهراته ولآلئه وزمرده ويواقيته وأحجاره الكريمة تهب عليها ليل نهار تردمها وتدفنها بطبقةٍ بعد طبقة أزمانا وحقبا طويلة . ولم يكن أمامها غير الاندثار والاختفاء إلى أبد الآبدين فرمال الصحراء التي ابتلعت إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد ما تأتى على شيئ إلا جعلته كالرميم . ولكن كنوز تلك اللغة خرجت لنا كاملةً مع القرآن الكريم من بعد موت فسبحان الذى يحيى العظام وهى رميم . خرجت لنا من تحت الأنقاض ما كان ليُخرجها جنٌ ولا إنسٌ ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا . إن الله لا يحيى الأرض بعد موتها فتعطينا حبا وعنبا وقضبا فقط ، إنه يحييها فتُخرج لنا كنوزا فى اللغة والأدب كان قد عفا عليها الزمان تحت كثبان الرمال في الجزيرة العربية وصارت بيد البلى نهبٌ وطواها النسيان والسلوان قرونا وأحقابا .