** كانت قريش قبل الإسلام موئل الثقافة العربية من أنحاء الجزيرة كلها ، بين حاضرةٍ وبادية ومن قديم عصورها إلي حديثها . وكانت الرئاسات والمفاخر تقسم بين عشرةٍ من بطونها ، وكان من بين هذه الرئاسات رئاسات شرفية فخرية ، وأخري فعالة عاملة ، أهمها السلطة الروحية وكانت لبني هاشم ، والسلطة السياسية وكانت لبني أمية ، والسلطة العسكرية وكانت لبني مخزوم . ومنهم نشأ خالد بن الوليد .
وكان أبوه الوليد يكسو الكعبة وحده سنة ، وتكسوها قريش كلها كسوةً مثلها سنةً أخري . وكان لكل واحدٍ من أعمام خالد شرفٌ لا يقل عن شرف أبيه . وكان بنو مخزوم في ثروتهم ، وعدتهم ، وبأسهم أقوي البطون القرشية ، ولذا عز عليهم ألا يكون النبي منهم ، حتي كان الوليد بن المغيرة ــ أبو خالد ــ يزعم أنه أحق الناس بالنبوة ويقول : " أيُنزل علي محمدٍ وأُترك ، وأنا كبير قريشٍ وسيدُها ؟ " .
وقد بلغ من اعتزازهم بأنفسهم أنهم اضطلعوا وحدهم ببناء الكعبة ، واشتركت قريش كلها ببناء بقيتها . وكان لهم وحدهم في وقعة بدر ثلاثون فرساً من مائة فرسٍ لقريش كلها تحارب الرسول . ولم ينزل من القرآن في رؤساء قبيلة من القبائل مثل ما نزل في رؤساء بني مخزوم الذين انتهي شرف رياستهم بعد الوليد بن المغيرة إلي ابنه خالد الذي اشتدت مصاولته للإسلام وللرسول الكريم ، حتي منٌَ الله عليه بالإسلام ، فأعزه بالإسلام ، كما أعز الإسلام به .
هذا وقد قيل إنه كان لخالدٍ سبعة أخوة من الذكور. وقيل بل عشرة . وقيل ثلاثة عشر بين ذكورٍ وإناث ، منهم بنتان .