الوليد بن عبد الملك
فترة خلافته من سنة 86 هـ إلى سنة 96 هـ
في عهده اتسعت الدولة الإسلامية فبلغت أقصى اتساعٍ لها وشمل هذا الاتساع بلاد السند والهند وما وراء النهر شرقا وبلاد الأندلس غربا . ولكنا هنا معنيون أكثر شيئٍ بفتح الأندلس الذى كان ثورةً كبرى فى التاريخ الإسلامى . ذلك لأن الأندلس تختلف فى نوعيتها عن بلاد المشرق بشكلٍ عام . فالدخول فى الأندلس كان يعنى الدخول لقلب أوربا ، أكثر بقاع العالم استعصاءً على المسلمين بسبب دينها المسيحى وبسبب ميول أهلها للعلوم المادية التجريبية . ولكن المسلمين أثبتوا جدارتهم لهذا التحدى وبرهنوا لأوربا بأن دينهم هو خاتم الأديان المرسل لكافة الناس ، وبأنه دين العلوم المادية والتجارب فى المختبرات والفلسفة والنظريات الحديثة والحضارة الراقية..إلخ . وكان فتح الأندلس حقا أكبر إنجاز تحقق على يد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك . ولم يكن عملا هينا بل استغرق التفكير فيه والإعداد له أعواما طويلة فإسبانيا كانت تحت حكم الإمبراطور لذريق القوى وتحت إمرته جيش القوط الجرار الذى يبلغ تعداده مائة ألف مقاتل فكيف لموسى بن النصير فى شمال افريقيا مواجهة هذا العدو الشرس وهو لا يملك سوى بضع ألوفٍ من الأمازيغ البربر حديثى العهد بالإسلام؟
سنرى كيف جابه المسلمون هذه المصاعب والأهوال التي يشيب لها الرأس فى الحلقات القادمة !!